الأربعاء، 3 يونيو 2020

مسرحية البرجوازي النبيل لموليير تعري مظاهر الإدعاء والزيف الإجتماعي بين طبقات المجتمع


المسرحية الكوميدية(البورجوازي النبيل) تدور أحداثها حول السيد (جوردان) و الذى أتي ثراء أسرته من خلال تجارة الأقمشة ، يقرر أن يرتقي من الطبقة البرجوازية أى الطبقة الوسطي إلى طبقة النبلاء والأرستقراطيين ، لذا يكرس كل جهوده وينفق الأموال فى شراء الملابس الجديدة والجميلة ويسعي للتعلم على طريق النبلاء فن المبارزة و الرقص والموسيقي والفلسفة فيحضر أستاذ الرقص، أستاذ الموسيقى، معلم فنون المبارزة، أستاذ الفلسفة  ، إلى جانب ذلك يحلم بأن تتزوج ابنته (لوسيل) من نبيل ينتمي للطبقة الأرستقراطية ، إلا أن الابنة مغرمة بشاب ينتمي لنفس طبقتهم الوسطي فيرفض الأب هذا الزواج ، مايدفع الشاب للتنكر فى زي ابن سلطان تركي وهي خدعة يبتلعها الأب جوردان  ويوافق على زواجهم .

فى هذه المسرحية كعادة موليير فى باقي مسرحياته الكوميدية حيث يركز على تعرية الطبقات الإجتماعية فى مجتمع فرنسا بالقرن السادس عشر ، إذ يسخر (موليير) ويعري مظاهر الإدعاء والزيف والتظاهر  والنفاق والوصولية لطبقة تثري فجأة ثم تبدأ فى البحث لنفسها عن المكانة الاجتماعية اللائقة بحجم ثروتها دون الأخذ فى الاعتبار بالمنشأ والأصل والقيم والمناخ الذى كبرت فيه من خلال نموذج السيد (جوردان) الذى يعتقد كمحدث نعمة أن احضار مجموعة أساتذة يكفي كي يُحسب على طبقة النبلاء فى مجتمع فرنسا بزمن (لويس الرابع عشر) .

و تظهر تلك السخرية من هذه الطبقة فى حوارات المسرحية  ، إذ يقع  السيد (جوردان) فريسة سهلة لخدعة الشاب حبيب ابنته (لوسيل) ويعتقد أنه فعلا ابن احد السلاطين الأتراك ، وكما فى المشهد الرابع فى الفصل الثاني من المسرحية حيث يعكس جهل مضحك بالنثر والشعر والمنطق والتظاهر بالفهم وتكرر كلمات لا يفقه معانيها،
إذ قرأتم هذه المسرحية أو اتُيح لكم مشاهدتها فى عرض حي لأشك أننا سنستحضر عديد النماذج فى مجتمعنا بالوقت الحالي لمحدثي نعمة أفرزتهم التحولات الكبيرة التى شهدناها خلال السنوات العشر الماضية أو حتي خلال سنوات ماقبل فبراير ممن حققوا ثروات كبيرة - عبر الثراء الغير مشروع فى أحيان كثيرة أو حتي عبر الطرق المشروعة - مستعرضين ماأصبح يملكونه من ثروات من خلال التباهي والاستعراض باقتناء القصور والسيارات الفارهة والبذخ فى حفلات الزواج بطرق مستفزة مع قيم مزيفة.

إعدت قراءة المسرحية خلال الأسابيع الماضية بعد أن عثرت على قصاصات من العام 1995 أى بعامي الجامعي الثاني و تحوي ملاحظات قديمة حول المسرحية التى أعارني إياها والد صديقتي من مكتبته الخاصة ، وكانت تلك القصاصات مع مجموعة أوراق محفوظة فى علب كنت قد نسيتها وعثرت عليها بعد نقلي لمكتبتي من مكانها القديم واستقرارها معي بنفس الطابق أواخر العام 2018 ، لقد اضحكتني كثيرا بوقت قراءتي لها المرة الأولي وقررت أن اعيد القراءة كي اقارن مابين انطباعاتي القديمة والحالية ولا أخفيكم مدي استمتاعي إذ كنت احتاج لمثل هذه الجرعة الممتعة والمضحكة من الكوميدية الراقية.

للمشاهدة :