الاثنين، 16 يناير 2023

يناير...شهر البدايات

Carl Holsoe - Interior with a Cello

1يناير

 

تقول الصحفية الأمريكية إيلينجودمان إننا: "عادة ما نقضي اليوم الأول من يناير متجولين بين طرقات حياتنا، غرفة غرفة، ومعنا قائمة بما يجب أن ننجزه- والشقوق التي علينا ترميمها. هذا العام، من باب التغيير، علينا- بدلا من رصد العيوب- أن نعثر على الطاقات التي نمتلكها والفرص التي قد تجيء". لهذا قضيت الأسابيع الأخيرة في العام الماضي أعيد النظر في خيارات سابقة والتركيز على الكيفية المناسبة لاتخاذ الخطوات الجيدة والصحيحة لإحداث التغييرات التي أحتاجها في هذه المرحلة من حياتي والاستفادة من الفرص المتاحة أمامي محاولاً التغلب على ممارسة خطرة ذات عواقب وخيمة وهي المماطلة.

 

8 يناير

 

يوافق هذا التاريخ عيد ميلاد الفنان الليبي الراحل (سلام قدري) المولود في العام 1943 والذي يعد واحدا من أجمل وأهم الأصوات الليبية التي ظهرت في الساحة الغنائية الليبية محققا شهرة كبيرة بعد تقديم أغنيته الجميلة (سافر مازال) سنة 1953م، لتتوالي مشاركته في تلحين وغناء ما يقارب ال400 لحن ينعكس فيها خصوصية البيئة الطرابلسية القديمة. ويشير الكاتب الليبي شكري السنكي بإحدي مقالاته للإشادة الكبيرة التي تلقاها قدري من الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب ففي مقابلة صحفية أجراها الصحفي الراحل حمد المسماري لصالح مجلة (غزالة) مع سلام قدري تحدث عن رأي عبد الوهاب بصوته وأعماله فقال ما يلي: "...(... كان محَمّد عبد الوهاب (رحمه الله) موسيقاراً وفناناً عربياً بل عالمياً كبيراً، التقينا حين زار ليبيا في العام 68م، رافقته طوال أربعين يوماً، وكنت دليله في طرابلس... أستمع ليا وأعجب وأثنى على صوتي وأتفق معه وزير الإعلام والثقافة – وكان الوزير أيّامها السيّد أحمد الصالحين الهوني – والمعنيون بالفنون حينها على نشر أعمالنا الليبيّة والتعريف بها، وقدمنا له الكثير من تسجيلات الأعمال الفنيّة، ومن هنا كانت مقدَّمة أغنيته الشهيرة لأم كلثوم: (دارت الأيّام)، وقد هاجمته الصحافة أيّامها متهمة إياه بالسرقة، وشهادة أقولها للتاريخ كان ذلك باتفاقنا معه". 

12 يناير

 "أصبحت من اليوم أؤمن بأنه لا منطق في السياسة... فهل من المنطق السياسي أن يتفق الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي...؟ وهل من المنطق السياسي أن يبلغ بهما الاتفاق إلى درجة إعلان الوحدة بين ليبيا وتونس...؟ هذه هي المفاجأة العظمى التي طلعت بها الأنباء علينا عشية اليوم. فقد سافر مساء أمس العقيد القذافي إلى جزيرة جربة مرفوقا ببعض أعضائه وكان هذا السفر مفاجئا ولم يعلن عن الغرض منه". بهذه الكلمات يصف المدرس التونسي (الحبيب بوزكورة) الاتفاق الذي شكل مفاجأة صادمة للتونسيين ولبقية العرب ولم يدم هذا المشروع الوحدوي أكثر من 24 ساعة انتهت بأزمة سياسية بين البلدين وصلت إلى حد طرد الجالية التونسية من ليبيا.


والحبيب بوزكورة هو أستاذ اللغة العربية والتربية الدينية بالمدارس الليبي خلال الفترة ما بين أعوام 1973 وحتى 1976، وكان يدون ذكرياته أول بأول حيث لا تخلو في أجزاء كثيرة من توثيق لأحداث مرت بها ليبيا آنذاك وأثارت اهتمام ودهشة بوزكورة ومن بينها اتفاقية جبرة للوحدة المرتجلة بين تونس وليبيا التي وُقعت في الثاني عشر من يناير عام 1974. سأحاول أن أخصص تدوينه مستقلة حول ما دونه بوزكورة بهذا الشأن.