الأحد، 18 نوفمبر 2012

عادات وتقاليد الليبيين فى الاحتفال بحلول العام الهجري..

اللوحة للفنانة الليبية نجلاء شوكت الفيتورى

تظل العادات والتقاليد هى جزء من حياة كل أمة وشعب قد يختفى بعضها ويستمر بعضها الأخر وفقا لممارسات قد تختلف من منطقة لأخرى . غير أن العادات والتقاليد المرتبطة بالجوانب الدينية فى حياة الليبيين حتى وإن قل اداؤها لسبب من الاسباب فإنها لم تنقطع نهائيا ًعند نسبة لابأس بها من الاسر الليبية ، ومن بين تلك المناسبات الدينية الاحتفال ببداية العام الهجرى ،قبل يوم واحد من بداية كل عام هجري ( عربي ) جديد يجتمع افراد العائلة لاحتفال بيوم الكبيرة ، حيث يقوم كل افراد العائلة بالاستحمام وتقوم النساء بالتطيب والتزيين، و يقمن بإعداد وجبة عشاء دسمة و يفضل ان يكون امبوخ و تحتوي علي القديد. 

و يتناولون وجبة العشاء و هم يتحدثون و يتسامرون و يتبادلون التهاني بالعام الجديد وتتميز (كبيرة) رأس السنة الهجرية باحتفال خاص بها وتسمى (كبيرة الفتاشة) وفى تلك الليلة تطبخ النساء أكلة الكسسكو بعظام القديد ( اعظيمات العيد ) الذي اعُد في عيد الاضحى، ويتبادل الأهل والجيران اطباق الكسكسو بالفتاشة من باب صلة الرحم والمودة التى سادت المجتمع الليبى فى العقود الماضية ،ولكى يشجعون الاطفال والاولاد الصغار على تناول هذا الطعام يوم الكبيرة يكرر الكبار توصيات بضرورة تناول الجميع  لتلك الوجبة حتى لاتأتيهم (الفتاشة) فى الليل ، والفتاشة شخصية وهمية من صنع الخيال الشعبى ، تظهر على شكل امرأة عجوز تطوف على البيوت ليلا ، وتفتش البطون ، فمن وجدته قد أكل من الكسكسو تركته بخير ، ومن وجدت بطنه خالية ، تترك له فى بطنه حيطة أى حجر ثقيل ، لذلك يحرص الاولاد والاطفال أشد الحرص على أكل الكسكسو ، بل ويبالغ بعضهم فى الاكل لحد التخمة ، وتتذكر الدكتورة سكينة بن عامر فى كتابه طيارة ورقة ماكان ينتابهم من آلام واوجاع بسبب الاكثار من تناول تلك الوجبة الدسمة :( كنا نحرص على أكل (الكسكو) ، بل ونبالغ  فى بعض الأحيان إلى درجة أننا نثير غضب الفتاشة فتزورنا وتترك لنا أحجارا ً أكثر بكثير مما كنا نخاف منها أو نتوقعها ).

وفى اليوم الأول من شهرمحرم يقوم بعض الشباب من صغار السن بوضع مقدار ملعقة صغيرة من الجير فوق كل عتبة منزل إشعارا ً لأهل البيت بحلول شهر محرم ، او يكتفى البعض بوضع الملح أو الدقيق على مداخل البيوت والغرف تيمنا بأن يكون العام الجديد عام خير وبركة .وربما تعود فكرة الأكل ووضع الجير الأبيض أمام الباب فى هذه الليلة إلى التفاؤل بقدوم سنة جديدة يكون خيرها وفيرا ً، وزرقها أكثر ، فالبطون ممتلئة بالأكل الجيد ، والبياض رمز للخير فى كل مكان ، ولذلك فالكل يتفائل بأن تكون هذه السنة سنة بيضاء مليئة بالخصب والخير الوفير.

لم يحتفل الليبيين بالعام الهجرى كعيد رسمى فى فترة الاستعمار الايطالى وان اعتُبرت المحافظة على عادة تناول (طعام الفتاشة ) فى اليوم الذى يسبق دخول العام الهجرى تأكيدا على الهوية المحلية للمجتمع الليبى واحتفاء ً بالحدث التاريخى الاسلامى الهام أى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وماتحمله من مضامين روحية عميقة و تحولات مفصليةعلى مستوى الدعوة وانتشار الدين الاسلامى وتكون دولة المسلمين بالمدينة المنورة .

بقيام دولة الاستقلال عام 1952م اصبح بداية العام الهجرى من ضمن المناسبات الدينية التى يوجه فيها رأس الدولة اى الملك ادريس تهنئة للشعب الليبى وللامة الاسلامية ، كما يعتبر يوم عطلة للشعب الليبى .

 واستمر الحال على هذا المنوال حتى مجىء القذافى الى الحكم عبر الانقلاب الاسود فى العام 1969 ، حيث اتخذ القذافى فى السنوات الاولى من عمر الانقلاب العديد من الاجراءات التى تظهره بمظهر المحافظ على الدين الاسلامى ، بأصداراوامرباغلاق النوادي الليلية وحظر الترفيه المستفز أو غير المحتشم والاستفادة من التقويم الهجري ، ثم سرعان ما انقلب على تلك الاجراءات والقرارات ليدعو الى إلى إعادة النظر في التقويم الهجري قائلا أنه ينبغي حسابه من تاريخ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم  عام 632 وهو حدث كان يشعر أنه أكثر أهمية من عشر سنوات هجرية في وقت سابق .

كانت من بين القرارات الصادمة والمثيرة للجدل وسط الشعب الليبى آنذاك ، وقد اصبحت الدولة الليبية من شهر فبراير عام 1979م تؤرخ بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانت تلك السنة هي سنة 1388 من وفاة الرسول  الموافقة للسنة 1399 للهجرة؛ أي بفارق عشر سنوات بين التقويمين، ومنذ قرون اصبح الليبيين لايحتفلون بتلك المناسبة التاريخية ، وكما كانت بداية تحدى القذافى للثقافة الدينية للشعب الليبى واستفزازا ً لمشاعره ،و لم يُفهم الغرض الحقيقى من هذا التحول من التأريخ بالهجرة الى التأريخ بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو التقويم المعمول به فى ليبيا وباقى العالم الاسلامى من خلافة عمر بن الخطاب حتى مجىء القذافى الى سدة الحكم فى ليبيا ، ورغم كل ما ذكره يومها من مبررات واهية وسخيفة ، الا ان الليبيين ظلوا لايعترفون بذلك التغيير فى التقويم الهجرى الذى توارث الاباء والابناء العمل به فى ضبط تواريخ حياتهم واهم الاحداث لوطنهم .

 كما كانت حادثة التغيير تلك مؤشر على ماينتظر الليبيين على يدى القذافى من تحدى لثقافتهم الدينية استمرت طوال اعوام حكمه ، وظل الحال كما هو عليه فى هذه المسألة حتى انتصار ثورة فبراير والاطاحة بحكم القذافى ، فقررت السلطات الجديدة العودة لتأريخ بالتقويم الهجرى واعتباره يوم عطلة .

كل عام وأنتم بخير ..


الاثنين، 16 يوليو 2012

قليلا من الاحترام كثيرا من الفوضى والفضائح ..





(المليارات لم تخلق بشراً طوال عمرها، ولن تخلق بشرا، وهذه ميزة للبلد واهله، على ما فينا من اخطاء وعلل، فقد انتج الفقر شعبا محترما متعلما، فيما غيرنا لم يؤثر المال في حياته، الا عبر تورم ذاته السيئة والجاهلة والعنترية).


الاقتباس اعلاه من مقال للكاتب الاردنى (ماهر ابو طير) بصحيفة الدستور معلقا على احداث الشغب لمتدربين ليبيين بالاردن تم ابتعاثهم لاكاديمية الشرطة الاردنية للحصول على تدريبات مكثفة لاكثر من 1100 شاب ليبى من حملة المؤهلات المتوسطة والاقل تعليما ، بناءً على قرار الايفاد الذى اصدره وزير الداخلية (فوزى عبدالعال) الذى اثبت فشله وعدم جدارته لتبوء منصبه الوزارى ، كم شعرت خلال الشهور الماضية بالخجل من السمعة السيئة التى اكتسبها الليبيين المقيمين فى الاردن سواء من جرحى المعارك او من المرضى الذين هبطوا على الاردن كالجراد يدمرون ويتلفون كل شىء امامهم ايام وزارة د.ناجى بركات المكلف بالملف الصحى بالمكتب التنفيذى والذى لم ينجح فى ضبط الامور ووضعها فى نصابها الصحيح ، بل تفشى الفساد والمحسوبية فى هذا الموضوع اى ارسال جرحى ومعاقى الحرب المستحقين للعلاج بالاردن فقد اُتخمنا طوال شهور الثورة والحرب بقصص عن مرضى ليبيين يشتكون من اللوزتين او مشاكل الصلع والعقم تمت معالجتها على حساب المجلس الانتقالى فى اصعب ايام الحرب ، ليتطور الوضع الى ارسال عجائز ليزلن اوشامهن او نساء وفتيات ليجرين عمليات تكبير للصدر او نفخ للخدود وكل يوم صرن نسمع عن حكايات تنضح بالفساد والعقلية الارتزاقية الجاهلية التى كرسها المقبور عبر ابتداع طرق واساليب لجعل المواطن الليبى يعود بسرعة الضوء الى عصور ماقبل التاريخ من خلال اكتساب سلوكيات وتصرفات وانماط تفكير همجية  خالية من روح المدنية الحديثة .


والآن اتفاجىء بوجود هذا العدد الكبير من المتدربين من سلك الشرطة  والمشاكل التى قرأت عنها من باقى الليبيين المتواجدين بالاردن لاسباب مختلفة ، الم يكن من الاجدى والاقل كلفة اقامة برامج لتدريب هذا العدد الكبير بالداخل الليبى والاستعانة بالخبرات التدريبية للدول الصديقة والشقيقة وتوفير المبالغ الضخمة المرصودة لمثل هذه البرامج التدريبية التى تتضمن تكاليف السفر والاقامة والدراسة ، بالاضافة لمنع حدوث مثل هذه الفضائح التى اعتدناها بالداخل الليبى خلال عقود المقبور حيث كان يسمح بحصول مثل هذه التجاوزات للتنفيس عن غضب الشعب المكبوت دون ان يسمح ان تخرج الامور عن حدود السيطرة او الاخلال بالامن الداخلى لنظامه ،والموجع اكثر هو معرفة الاسباب السخيفة وراء قيام مثل هذه المشاكل فقد ذكر احد المتدربين الليبيين المرحلين من الاردن لوكالة أنباء التضامن الليبية ( بأن  سبب المشكلة أصلا كان مجرد مشادة كلامية بين المتدربين الذين ينتمون إلى مناطق مختلفة من ليبيا؛ الأمر الذي أدى إلى قيام أحدهم بإشعال النار في المبيت الخاص بالآخرين، مما جعل الطرف الآخر يقوم بالرد بالمثل وإشعال المزيد من الحرائق). الا يبعث هذا السلوك السىء ممن يفترض فيهم ان يقوموا على توفير الامن والامان للمواطن الليبى الا يبعث على التساؤل حول جدوى ارسالهم اذا كانوا يتمتعون بسلوك غاية فى السوء واخلاق متدنية مالذى سنستفيده من تدريبهم ، واى فوضى قد ينشرونها فى طول البلاد وعرضها مستقبلا فى حالة خرجت الامور عن طبيعتها، هل يمكن ان نثق فى اولئك المتدربين وفى قدرتهم على فرض النظام والانضباط وهم لا يتوفرون على اقل قدر منه .


لا استطيع ان الوم اى كاتب او مواطن اردنى يشتم الليبيين او يخرج عن طوره فالذى اعرفه عن هذا الشعب العربى هو طيب اصله ، وكرم اخلاقه ، فصحيفة اخبار الاردن وصفت الليبيين المبتعثين للتدريب باكاديمية الشرطة الاردنية (بالجرذان) بعد قيامهم باحراق المهاجع ومبانى بالاكاديمية بالاضافة للاشتباك مع الشرطة الاردنية ، سبقها مشاكل كبيرة بهذا البلد الهادىء طوال الشهور الماضية من عام 2011 وبداية عام 2012، فقد سبق لبعض المواطنيين الليبيين السكارى القيام بمظاهرة هتفوا فيها ضد الملك الاردنى، مع تصرفاتهم بروح الامبالاة والفوضى وعدم احترام قوانين البلد فى استخدام الفنادق او المستشفيات او الاماكن العام فالشعب الاردنى لايستحق منا الحاق الاذى بهم ، بل يجب علينا اظهارالاحترام والتقدير لمواقفهم من ثورتنا وشعبنا ، فمنذ الاشهر الاولى للثورة الليبية اى عقب اعتراف الاردن بالمجلس الانتقالى كممثل شرعى ووحيد للشعب الليبى في الرابع والعشرين من شهر مايو2011، ساهمت الاردن فى دعم الجهد العسكرى للمقاتلين الليبيين وحماية الشعب الليبى عبر المشاركة فى الحملة الجوية لفرض الحظرعلى نظام المقبور، وسعت الحكومة الاردنية والملك الاردنى لاستقبال جرحى المعارك الشرسة بين الثوار وكتائب المقبور، وتقديم اول مستشفى ميدانى لعلاج الجرحى بالاضافة للمساعدات الانسانية الاخرى رغم الامكانيات المتواضعة للاردن ، تصرفات الليبيين بالاردن لاتعكس الا عقلية قذافية متجذرة فى التعامل  مع الاخرين من منطق دفع فواتير باهضة مقابل سلوكيات سيئة كثيرا ما طبعت حياة اولاد المقبور فى اوربا وباقى انحاء العالم .


ارى ان فضائح الليبيين ومشاكلهم (جرحى ومرضى) ليس فى الاردن فقط ، بل وفى كل مكان ذهبوا اليه تعكس ازمة اخلاقية وتربوية نعانى منها نتيجة لسياسة التجهيل وتكريس الفوضى والهمجية طوال العقود الماضية حان الوقت لمعالجتها  بشكل مركز لتلافى ماتبقى من سمعة ليبيا الجديدة ، وعلى الحكومة المنتخبة ان تضع هذا الامر نصب اعينها وتحاول ان تعالج هذه الازمة الاخلاقية التربوية التعليمية الخطيرة، كما ان ابناء الشعب من مثقفين واخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومعلمين ووعاظ مساجد و بحاث اكاديميين فى التربية عليهم التكاثف لوضع خطط ضمن مؤسسات المجتمع المدنى للمساهمة فى حل هذه الازمة .

الخميس، 14 يونيو 2012

لاسكارينا بوبولينا المرأة التى غيرت مجرى تاريخ اليونان الحديث

 
ولدت لاسكارينا بوبولينا في سجن استنبول عام 1771 عندما كانت أمها تقوم بزيارة والدها ستافريانوس بينوتسيس (Stavrianos Pinotsis) القائد اليونانى من اصول ألبانية الذى شارك الذي كان قد سجن من قبل الأتراك لاشتراكه في الثورة الشعبية (1769-1770) ضد الحكم العثمانى.

لوحة مرسومة لبيت لاسكارينا بجزيرة سبيتسيس
 
عندما بلغت بوبولينا الاربع سنوات توفى والدها فى السجن باستنبول لتعود برفقة والدتها الى جزيرة هيدرا حيث تزوجت والدتها من ديمتريوس اورلوف ثم انتقلوا معه الى جزيرة سبيتسيس ورُزقت والدتها بثمانى اولاد ، كبرت لاسكارينا وهى تستمع لقصص رجال البحر حول مغامراتهم حول العالم مقاتلين الامبراطورية العثمانية التى اخضعت بلاد اليونان لسلطانها ، وهذا الأمر ساهم فى تأجيج مشاعر لاسكارينا الوطنية وغذى لديها رغبة فى التمرد على السلطة الحاكمة العثمانية.

لوحة مرسومة للسفينة الحربية الشهيرة آجاممنون
 عندما كبرت لاسكارينا تزوجت مرتين من ازواج تمتعوا بالثراء والنفوذ والزعامة فى الجزر اليونانية  ورزقت بسبع اطفال من كلا الزوجين، توفى بوبولينا الزوج الثانى لاسكارينا عام 1811 فى احدى المواجهات البحرية ضد رجال البحر الجزائريين فورثت لاسكارينا عنه ثروته الكبيرة لتقوم ببناء اربع سفن حربية من بينها السفينة الحربية الكبيرة (آجاممنون ) التى تألفت من 18 مدفعا، وتُعدأكبر سفينة يونانية اسثتخدمت في حرب الاستقلال اليونانية.

لوحة للاسكارينا قام برسمها فنان المانى تأثر ببطولاتها
 
عام 1816 تتعرض املاك لاسكارينا للمصادرة من قبل السلطات العثمانية الحاكمة آنذاك بذريعة مشاركة زوج لاسكارينا الثانى الى جانب الروس فى صراعهم ضد الامبراطورية العثمانية فسافرت لاسكارينا الى القسطنطنية باحثة عن دعم حماية (Strogonoff )السفير الروسى ثمنا لخدمات زوجها بوبولينا للروس فقام السفير الروسى بارسالها الى جزيرة القرم لتقيم هناك 3 اشهر استطاعت الحصول على مقالة مع ام السلطان العثمانى التى يسرت لها فرصة مغادرة منفاها بالقرم والعودة الى جزيرة سبيتسيس.

بيت لاسكارينا على جزيرة سبيتسيس الذى تحول لاحقا لمتحف شخصى لها

 بعد عودتها الى جزيرتها انضمت لاسكارينا الى Etaireia Filiki وهى منظمة سرية تعد العدة لاشعال ثورة ضد الحكم العثمانى ، ولتكون لاسكارينا العضوالنسائى الوحيد فى تلك المنظمة السرية ، فقامت بشراء الأسلحة والذخائر على نفقتها الخاصة ، ونقلتهم سرا ً الى جزيرة سبيتسيس على متن سفنها الخاصة ، وفى العام 1820 انجزت لاسكارينا مهمة بناء سفينة حربية ضخمة اطلقت عليها اسم احد ابطال الاغريق الاسطوريين (سفينة آغاممنون) ، كما لم تتوانى لحظة عن دفع رشاوى وهدايا واكراميات للمسؤلين الاتراك لتغاضى عن حجم آغاممنون ، بالاضافة لقيامها بتنظيم القوات المسلحة الخاصة بها وتتألف من رجال جزيرة سبيتسيس، حيث استخدمت ثروتها لتوفير الغذاء والذخيرة للبحارة والجنود تحت قيادتها.

منحوتة لاسكارينا موضوعة بمتحف جزيرة سبيتسيس
 
في 13 مارس من عام 1821 بعد إثنا عشر يوماً من بدء حرب الاستقلال، رفع أول علم رسمي للثورة فوق جزيرة سبيتسيس بيد لاسكارينا ، إذ قامت لاسكارينا برفع علم من عهد الامبراطورية البيزنطية على سارية السفينة الحربية آجاميمنون.

من داخل بيت لاسكارينا على جزيرة سيبتسيس والذى تحول  لاحقا لمتحف يعرض مقتنياتها
 
وفي الثالث من أبريل من نفس العام أعلنت جزيرة سيبتسيس ثورتها لتتبعها جزيرة هيدرا وجزيرة بسارا ولتجمع الجزر الثلاث قوةً اشتملت على 300 سفينة.

بعد ذلك قامت لاسكارينا بأخذ ثمان من سفنها لتنضم إلى القوى اليونانية الأخرى في حصار نافبليو المدينة الساحلية الحصينة في شبه جزيرة بيلوبونيز، ولكنها عادت فهاجمت مونيمفاسيا وساهمت في حصار بيلوس وتمكنت بعدها من توفير وجلب المؤن للثوار عبر البحر لإكمال حصارهم لنافبليو حتى سقوطها  فى تلك المعارك فقدت لاسكارينا ابنها البكر يانيس من زوجها الاول    .Yiannouzas

مقتنيات شخصية لاسكارينا موجودة بمتحفها بجزيرة سيبتسيس.


شهدت لاسكارينا على سقوط طرابلس المدينة التركية فى البلوبونيز حيث عملت على حماية اسرة ونساء الحاكمة العثمانى من الوقوع فى الأسر او التعرض لأذى او المعاملة السيئة ، كما التقت بالقائد اليونانى ثيودوروس كولوكوترونيس الذى تزوج ابنه بانوس من آلينى بوبوليناابنة لاسكارينا .

لوحة فنية تظهر لاسكارينا على ظهر احدى القوارب الحربية وهى تقود احدى المعارك البحرية أثناء الثورة
 
في غضون عام تمكن الثوار من إحكام قبضتهم على شبه جزيرة البيلوبونيز تحت قيادة ثيودوروس كولوكوترونيس، وفي شهر يناير 1822 أعلنوا استقلال اليونان وتم انتخاب أليكساندروس مافروكورداتوس رئيساً للبلاد.

لوحة فنية تمثل احدى المعارك البحرية التى دارت رحها بين الاسطول العثمانى والسفن اليونانية

بعد الاستقلال، اندلعت بين فصائل الثوار خلافات ادت  اندلاع حرب أهلية عام 1824 فمن جهة كان هناك ثيودوروس كولوكوترونيس ورجاله، ومن جهة أخرى جيوروجيوس كونتوريوتيس وأنصاره الذى نجح فى تثبيت نفسه فى كرسى الحكم قبل ان تنتهى الثورة اليونانية او يتم اخراج العثمانيين من بلادهم، فى ذلك الوقت كونتوريوتيس باصدار اوامره باعتقال لاسكارينا لصلة المصاهرة بينها وبين القائد  كولوكوترونيس منافسه على الحكم ربما خاف من قوة ونفوذ وشعبية لاسكارينا وسط اليونانيين خاصة بعد ما قدمته فى الثورة من دعم مادى ومعنوى ومشاركة شجاع فى القتال برفقة ابنائها الذين قُتل اثنان منهما فى أثناء المعارك ضد العثمانيين، وقد تم نفى لاسكارينا لفترة لاحدى الجزر اليونانية ليسمح لها بالعودة الى جزيرة سيبتسيس.

لوحة فنية تظهر لاسكارينا فى بدايات سنوات زواجها الاولى قبل الانخراط فى حياة البحر والقتال الخشنة
 
كانت نهاية لاسكارينا المرأة الشجاعة القوية غير متوقعة إذ قُتلت عام 1825على يد احد افراد العائلات اليونانية عقابا ً لها على هروب جورجيوس ابنها من زوجها الاول مع ابنة تلك العائلة المحافظة والتى اعتبرت مثل هذه الحوادث من الاشياء الغير مقبولة فى مجتمع اليونان فى تلك الفترة من القرن التاسع عشر، فقد قامت تلك العائلة اليونانية باستجواب لاسكارينا عن الهاربين بتهديدها بالنار التى اشتعلت فى ثيابها وجسمها لتموت محروقة .
 




منحوتة برونزية لاسكارينا

تعتبراليوم لاسكارينا بوبولينا في اليونان بطلة قومية لاسهاماتها فى الثورة فهي واحدة من أوائل النساء التي لعبن دوراً محورياً في مسيرة ثورة الاستقلال، وبحسب رأي العديد من المؤرخين فأنه لولا لاسكارينا ودعمها المالى الهائل وسفنها التجارية والحربية لما تمكنت اليونان من الصمود فى سنوات الثورة و نيل استقلالها أبداً.

اسلحة لاسكارينا بوبولينا موجودة بمتحفها بجزيرة سيبتسيس

اصبحت بوبولينا أول امرأة تحصل على رتبة اللواء من قبل البحرية الروسية. حملت العديد من الشوارع في اليونان اليوم اسم لاسكارينا كتكريم لها ، وقد تم تحويل بيت لاسكارينا فى جزيرة سيبتسيس لمتحف يعرض مقتنياتها الشخصية كما يحوى على اسلحة لاسكارينا من بنادق من مختلف الانواع.




عملة ورقية يونانية تظهر عليها بوبولينا


كما قدم احفادها السفينة الحربية الضخمة آجاممنون للدولة اليونانية فتم اعادة تسميتها باسم سيبتسيس كتكريم للجزيرة التى انطلقت منها الثورة اليونانية، يوجد اليوم فى العاصمة اليونانية أثينا نصب تذكارى لاسكارينا وكما توجد لها منحوتة برونزية على جزيرة سيبتسيس.


لاسكارينا  والسفينة آجاممنون على طوابع تذكارية يونانية


  كما وضعت صورتها على العملة اليونانية عام 1978، بالاضافة لاصدار طابع تذكارى باسمها، كما اصبحت موضوع لعديد من لوحات الرسامين العالميين ممن تأثروا بشجاعتها ونضالها لاجل بلادها .
 

ملصق فيلم بوبولينا من بطولة آيرين باباس عام 1959.


كما ظهر فيلم يتناول قصة حياتها ونضالها عام 1959 من بطولة النجمة اليونانية ايرين باباس، كما ظهرت العديد من القصائد الشعرية التى تتغنى ببطولاتها ،كما اصبحت شخصية لاسكارينا ضمن الشخصيات الكرتونية فى السينما الاوربية الحديثة فقد تم تقديمها فى الفيلم الفرنسى Zarafa.

الخميس، 24 مايو 2012

ثمار الحرية ..



 
يوم السبت 19 مايو يوم مختلف فى بنغازى فكل شىء بدى فى أجمل صورة ، فالهدوء يعم الشوارع لم نسمع اصوات اطلاق النار كعادة المناسبات السابقة ، الشمس مشرقة ونسمات باردة تلطف من الاجواء ، ومواطنين يرتدون ملابس انيقة ، عائلات بأكملها اتت لتمارس حقها الطبيعى فى اختيار اعضاء المجلس المحلى لمدينتهم ، مواطنين من اجيال مختلفة كأنهم اعتادوا القيام بذلك منذ عقود ، كانت مدينتى قمة الاناقة والنظافة والانضباط والنظام من الناخبين و اعضاء اللجان الانتخابية حيث بلغ مستوى الترتيب والنظام درجة ملفتة للانتباه فى المراكز الانتخابية ، المتطوعين فى اللجان الانتخابية كانوا فى منتهى التعاون واللطف فى الرد على استفسارات الناخبين اثناء مرحلة التسجيل للحصول على بطاقة ناخب او فى يوم التصويت للمرشحين، فى دائرتى يقع مركز الانتخاب مقابل بيتنا حيث تابعت طوال النهار تدفق الناس لاعطاء اصواتها لمرشحيها، اثار انتباهى النقاشات والحوارات التى كانت تحصل على كل مرشح ومرشحة ، ادهشنى مستوى الوعى المرتفع خاصة لدى النساء ممن كن يشددن على ضرورة ان يختارن الأنسب والأكفاء والأقدر.ما استوقفنى ايضا هو اعطاء نسبة كبيرة من الرجال الى جانب النساء اصواتهم لامرأة  مرشحة عن دائرتى ، والاصرار على ضرورة دعمها لسمعتها الطيبة و امكانياتها القيادية وكفايتها ، شعرت بسعادة كبيرة وأنا اسمع هذا الكلام ، وفى المساء قمت بجولة فى بنغازى التى كانت الاجواء فيهاتشبه يوم عيد فأصوات التكبير فى المساجد مازالت تُسمع فى المدينة منذ الصباح الباكرحتى لساعات متأخرة من ذلك المساء الجميل  لتحفيز المواطنين و لتنشرجو من السكينة والسلام  فى اجواء المدينة  التى عادت لتطل علينا روحها الحلوة بعد غيبة شهور كئيبة وصعبة من مزايدات واستعراضات لبطولات كاذبة من ابطال المشهد الاخير ، تلك الاجواء اعادتنا للايام الاولى للثورة عندما كان هَم الناس الخلاص من طاغية ومن نظام دموى غاشم ، والبحث عن الافضل لا انانية ولا جهل ولا اخلاق سيئة ، كانت انتخابات بنغازى اشبه باختبار لابناء شعبى مع المبادرات الايجابية حيث اثبتوا قدرتهم على النجاح ورغبتهم فى الحصول على الاشياء الجيدة فى الحياة كحق اختيار ممثليهم فى مجلس بنغازى المحلى.

 انتخابات المجلس المحلى لمدينة بنغازى  كانت تهدف لاختيار 41 عضو لعضوية المجلس المحلي للمدينة وعضوية المجلس الانتقالي وبحسب القرار رقم 1 للجنة العليا للانتخابات تم تقسيم المدينة إلى 11 دائرة انتخابية ، وتكون بها 111 مركز للتسجيل، بلغ عدد الناخبين المسجلين لدى اللجنة هو 216,546 ناخب، و عدد المرشحين بعد انتهاء فترة الطعن 414 مرشح  ، وبلغ عدد المتطوعين 1,460 متطوع من الجنسين فى اللجان المختلفة لانتخابات ، بعضهم نزل منذ بداية شهر مايو بإعداد كبيرة الى شوارع المدينة فى جولات يومية  للشباب المتطوعين لتوزيع اللافتات والمطويات والمشاركة في عملية التوعية بالانتخابات ، كما اقيم في كلية العلوم بجامعة بنغازى ندوة تعريفية بالانتخابات حيث دار النقاش بين الطلبة ومجموعة الشباب والعمل التطوعي ومسئول الدوائر الانتخابية حول العملية الانتخابية وكيفية التسجيل وكيفية اختيار المرشحين ، بالاضافة لتنظيم مجموعة الشباب والعمل التطوعي ملتقى تعريفي في جامعة بنغازي بمدرج 17 فبراير بكلية الآداب ، حيث تم عرض عدد من الفيديوهات الشارحة والموضحة لإجراءات العملية الانتخابية اضافة الى النقاش الذي دار بين طلبة وطالبات الجامعة مع رئيس مجموعة الشباب والعمل التطوعي ومسئول الدوائر الانتخابية حيث أجاب عن كافة أسئلة واستفسارات الطلبة ، وقد أقيم عرض تمثيلي للعملية الانتخابية في وسط ساحة المدرجات شارك فيه مئات الطلبة حبث تجاوز عدد المصوتين الألف ناخب من طلبة وطالبات الجامعة ،وذلك كي يختبروا بشكل فعلى وعملي العلية الانتخابية وكيفية التصويت ، كما قامت مجموعة الشباب والعمل التطوعي للتوعية بالعملية الانتخابية رفقة الفريق الميداني للجنة الاعلام والتوعية بزيارة ميدانية لجامعة بنغازي بالكليات الطبية حيث تم توزيع المطويات الشارحة للعملية الانتخابية و الدخول في نقاشات مع الطالبات والطلبة لشرح العملية الانتخابية وحثهم على التسجيل والمشاركة في الانتخابات ، وسبق كل هذه الجولات التوعوية والتعريفية اقامة  ورشة عمل لرؤساء الدوائر لتوضيح وشرح آليات التي سيتم اتباعها يوم الاقتراع فى يوم 29 ابريل عام 2012.
يوم 2 مايو اقيمت دورة تدريبة لاعضاء هيئة الشرطة بشأن تامين وحماية انتخابات المجلس المحلي لمدينة بنغازي واستهدفت 100 ضابط وضابطة واستمرت لثلاثة ايام .

ضمن الاستعدادات واقتراب موعد الاقتراع تم تكثيف الدورات التوعوية من قبل مدربين لجنة الاعلام والتوعية والتدريب والتي استهدفت مسجلي المراكز ومدراء المحطات ورؤساء المراكز والدوائر، كما شملت استعدادات اللجة العليا لانتخابات المجلس المحلى حتى سجناء سجن الكويفية الجنائى حيث منح للنزلاء حق اختيار ممثليهم بمجلس بنغازى عبر التصويت لهم داخل مركز اقيم بالسجن ، بالاضافة لجهد اللجنة الاعلامية التابعة لجنة العليا لانتخابات المجلس المحلى التى صممت موقع على الانترنت وقامت بانشاء صفحة على مواقع الفيسبوك وتويتر وجوجل بلاس للوصول الى اكبر عدد ممكن من الناخبين او المتابعين لهذه العملية من الليبيين والعرب والغربيين .

اقُيمت الانتخابات ببنغازى يوم 19 مايو حيث بدأت عملية التصويت من الساعة ال 8 صباحا واستمرت الى ال9 مساء بعد ان تم تمديد مدة التصويت ساعة نظرا لاقبال المواطنين على مراكز الاقتراع  حيث أعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات بنغازي سليمان زوبي يوم الإثنين  21 مايو نتائج الانتخابات المجلس المحلي للمدينة، مشيرا إلى أن نسبة التصويت بلغت 64 %، وعدد الناخبين بلغ 138312 ناخبا.

فى يوم اعلان نتائج الانتخابات كان هناك تواجد القوات الخاصة لكشف الالغام والمتفجرات و قوات الامن الوطنى  لتأمين قصر المنار مقر لجنة انتخابات المجلس المحلى لبنغازى ، وقام المتطوعين باللجان الانتخابية بتزيين قصر المنار استعدادا ً ليوم اعلان النتيجة .

 كانت أحد المؤشرات الايجابية في نتائج انتخابات المجلس المحلي لبنغازي هو فوز إمراة بأعلى الأصوات في دائرتها وبفرق كبير بينها وبين الاسم الفائز التالي لها ،وهى الاستاذة بجامعة بنغازى نجاة الكيخيا التى تحصلت على نسبة 80 % من اصوات الدائرة الرابعة بهذا تصبح السيدة الكيخيا ممثلة بنغازى بالمجلس الانتقالى الوطنى المؤقت ، مع باقى الفائزين وايضاً حتى في الدوائر التي لم تفوز فيها مرشحات فقد تحصل الكثير منهن على عدد لا بأس به من الأصوات وسبقنا عدد كبير من المرشحين الرجال في الترتيب وكان بعضهن  ضمن التراتيب العشر الأولى ولم تحصل إي منهن على الترتيب الأخير في دائرتها، فمرشحة دائرتى الآنسة سالمين المشيطى حصلت على الترتيب ال4 متقدمة على 19 رجل،حملت نتائج الانتخابات شخصيات تمتعت بتاريخ نضالى كالشيخ محمد التايب احد خطباء مساجد بنغازى ممن نكل بهم النظام السابق لسنوات لوقوفه ضد الفساد والظلم ، حيث انضم من الايام الاولى للثورة لصفوف ابناء بنغازى فعرف بأنه صاحب خطبة الجمعة العظيمة يوم 18 فبراير 2011 حيث وقف يحرض الناس على الخروج ورفع الظلم عن انفسهم ، كما ان نتائج الانتخابات افرزت قيادات شابة تحمل تاريخ وطنى مشرف كالقانونى عصام بن غشير و الاستاذ خالد القاضى ، و الناشط السياسى والاعلامى الشاب محمد زواوة .

هذا وقد ابدى الكثير من المراقبين الغربيين من السويد والولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا اعجابهم بدقة  ونزاهة عمل اللجنة العليا لانتخابات المجلس المحلى ، فالعديد منهم صرح بانه مندهش من قدرة مدينة ببلد عاش حرب مدمرة لشهور عدة قادرة على تنظيم انتخابات للمرة الاولى فى تاريخ ليبيا منذ 42 عام ، فقد كانت آخر انتخابات عرفها وطنى عام 1964 اى قبل الانقلاب المشئوم بخمس اعوام .

كانت سعادتى كبيرة بسبابتى المغموس فى الحبر الازرق لم استعجل ازالته عن اصبعى اذا كان بمثابة دليل ملموس على حلم او امنية مستحيلة تمثلت فى حقنا فى اختيار من يمثلنا فى اى حكومة محلية او قومية عبر صناديق الاقتراع وفى اجواء انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية ،بقدر تلك السعادة يوم الانتخاب كانت مخاوفى تطاردنى الفترة التى سبقت ذلك اليوم اذ كنت اخاف من عرقلة انتخابات بنغازى او تعطيلها نهائيا خدمة لاصحاب الاطماع والاغراض الدنيئة ، الان اشعر بطمأنينة الى حد كبير فنجاح انتخابات بنغازى تعنى اننا سننجح فى انتخابات المؤتمر الوطنى العام بدون مشاكل كتلك التى يروج لها بعض المحللين  العرب او الغربيين ، الايجابيات اكبر فى تجربة انتخابات بنغازى اضف اليها وصول اعضاء يتمتعون بالسمعة الطيبة والتاريخ الوطنى و الكفاية والمقدرة ، والانتخابات  تمت فى اجواء اتسمت بالانضباط والنظام والنزاهة سواء فى عمل اللجنة المنظمة او عمل المتطوعين .

كم أنا فخورة ببنغازى كما فخورة بابناء بلدى فى باقى المدن التى انجزت انتخاباتها ،فالمجالس المحلية لشحات والقبة ودرنة ومصراته وزوارة نجحت فى تحطيم القبلية و الجهوية عبر انتخاب الاصلح بغض النظر عن انتماءه القبلى،فى مدينة شحات التى تقطنها قبيلة الحاسة اختارت شخص منتمى لقبيلة مختلفة ، فى مدينة القبة المعقل التاريخى لقبيلة العبيدات  اصبح رئيس مجلسها المحلى شخص تعود جذوره لقبيلة أخرى يقطن مدينة القبة ، والاختيار جاء بناء على الجدارة والمقدرة  والنزاهة و التاريخ المشرف للمرشح.. تذكرت كل ابناء حيى ووطنى ممن فقُدوا او استشهدوا على الجبهات او اصيبوا اصابات خطيرة تصل لاعاقات دائمة كفقدان لاطرافهم  او بصرهم او سمعهم، كم شعرت بالامتنان لهم فقد عبدوا لنا الطريق الى الحرية والديمقراطية ، مزيد من الازدهار والتقدم والسلام لوطنى وابناء شعبى ، والخلود لابطالنا الحقيقيين .   

اصدرالمركز العربى الاوروبى تقريره الخبرى الاول لنتائج مراقبة المركزالعربى الاوربى لحقوق الانسان والقانون الدولى لأنتخابات المجلس المحلي لمدينة بنغازي يوم السبت الموافق  19/ 5 / 2012 والذى يتضمن ملاحظات المركز عن العمليه الانتخابيه من كافة الجوانب السلبيه والأيجابيه بالاضافه الى طرحه لبعض التوصيات الختاميه والتى تحقق هذا رابط لاطلاع على التقرير الذى يعرض لايجابيات وسلبيات التجربة لمن يريد الاطلاع عليه :http://www.aechril.org/hom/?p=156



لحضه اعلان نتائج الانتخابات فى بنغازي
المتطوعين فى اللجان التابعة للجنة العليا لانتخابات المجلس المحلى بنغازى.

الحملة التوعوية لانتخابات بنغازي.


جدة ليبية يوم التسجيل فى سجل الناخبين ولسان حالها يقول انا سجلت عشان نضمن مستقبل احفادى.


غرفة العمليات التابعة لـ اللجنة الاعلامية لإنتخابات المجلس المحلي.
صناديق الاقتراع موجودة بسجن الكويفية .
طوابير الناخبين بمدرسة طارق بن زياد بالبركة التى شهدت اسوارها  سقوط اعداد  كبيرة من شباب ورجال بنغازى ايام الثورة الاولى قبل سقوط كتيبة الفضيل.





ربات البيوت الليبيات كن على الموعد منذ الصباح الباكر لادلاء بأصواتهن لمرشحيهن.
الحاج سعد اسنيدل شارك بصورته ضمن الحملة الدعائية لانتخابات وكان يوم الاقتراع فى الموعد للتصويت، الدائرة الخامسة مدرسة الرسالة المقدسة.
مشاركة وزير الكهرباء فى الحكومة الانتقالية الليبية السيد عوض البرعصي كناخب يقف منتظر دوره وسط المواطنين.
سيدة ليبية مقعدة لم يمنعها مرضها من المشاركة والادلاء بصوتها .
بلغ حماس مواطنى مدينة بنغازى درجة دفعت طيارين بالخطوط الجوية الافريقية للمشاركة بالانتخابات والادلاء بأصواتهم قبل التحليق فى الجو.
أم الشهيد البطل فخرالدين الصلابى تشارك فى العرس الانتخابى الذى ساهم ابنها البطل بأقامته عبر حمايته معقل الثورة الليبية يوم 19 مارس.
نسبة اقبال المراة علي انتخابات المجلس المحلي لمدينة بنغازي 37 %
الجنود المجهولين فى معركة الانتخابات التاريخية الذين واصلوا الليل بالنهار طوال 3 اشهر لتحقيق فوز ونجاح باهر.
القوات الخاصة لكشف الالغام والمتفجرات
قوات الامن الوطنى يأمنون قصر المنار ومحيطه يوم اعلان نتائج الانتخابات.
اكمال المتطوعين لسماتهم على يوم اعلان النتائج بتزيين قصر المنار من الداخل والخارج
ميدان السلفيوم حيث يقع قصر المنار حيث اقيم احتفال اعلان نتائج الانتخابات.
فرحة المتطوعين بانجاز مهمة الانتخابات على اكمل وجه والاحتفال برفقة ابناء المدينة بنتائج الانتخابات.
السيدة نجاة الكيخيا نالت اعلى نسبة تصويت فى دائرتها متقدمة بفارق كبير عن باقى منافسيها لتنال عضوية المجلس الوطنى الانتقالى عن مدينة بنغازى عبر صناديق الاقتراع .
فرحة ابناء بنغازى بنتائج الانتخابات وفرح يضىء ليل المدينة المتمردة المتعطشة للحرية وللعيش بكرامة.