

(ياصايم رمضان / ياكاسب ربك/ كلبتنا البيضاء / تحبك فى خدك)
أما الأطفال الذين لم يصبروا على الصيام ، خاصة ممن هم كبار ، فإن الصائمون يعيرونهم بإفطارهم ويشيعونهم بالسخرية وهم يرددون ( يافاطر رمضان/ ياخاسر دينك/ كلبتنا السوداء / تقرقض مصارينك) .
أما إن ضبط أحد الأطفال وقد أفطر ، فإنهم يجرون خلفه منشدين ( فطار فى رمضان/ انديروا كرشته عصبان ).وهكذا يستمرون فى مضايقته حتى يغضب ، وتتصاعد المعارك بينهم كعادتهم . أما إذا ما زاد الخلاف والغضب وفقد أحدهم أعصابه ، فإنهم يتحلقون حوله مرددين )حشاش) . ويستمرون فى ترديدها إلى أن يهدأ الطفل، أو يزداد غضبا على غضبه .

وفى الكويت يستقبلون الشهر الكريم بإنشاد المدائح النبوية ، والأغانى الدينية ، كما يحيون ليلة (الكريكعان) وهى ليلة النصف من رضمان ، وفيها يجتمع الأطفال بعد الإفطار فى الشوارع مكونين جماعات ، ويختار كل فريق رئيسا له ، وعادة مايكون أكبرهم سنا أو أكثرهم نشاطا ، وتطوف تلك المجموعات على المنازل حاملين الأكياس والطبول ، وهم ينشدون )سلم ولدهم يالله / خله لامه يالله ) وعندما يصلون إلى بيت أحدهم فإنهم يذكرون اسمه كى يمنحهم الأهل(الكريكعان) المكون من أنواع الحلوى واللوز ووالنقود .وفى حالى ما أبطأ أهل البيت فى الاسجابة لنداء الصغار فإنهم ينادون قائلين :(يسوق الحمارلو مايسوق ). فإن قيل لهم: ( ماتسوق) فإنهم ينتظرون إلى أن يخرج لهم أهل البيت ويمنحونهم (الكريكعان) . وهنا يدعون بالخير لأهل البيت بقولهم (عساكم تعودونه) أو (من عطا عسى يعوده) . وأما إن قيل لهم (سوق)فإنهم يتراجعون معبرين معبرين عن سخطهم ومرددين : (عساكم ماتعودونه).

وتسمى هذه اللعبة فى العراق (الكركيعان) وهى مشابهة تماما للعبة التى تمارس فى الكويت وينشد الأطفال أثناء طوافهم على البيوت :(كريكعان أوكريكعان / كل السنة واللعيان / الله ينطيكم اوليد / ايشد الكارة بفرد ابنيد / انطونه الله ينطيكم / بيت مكة ايوديكم / يامكة يالمعمورة/ يام السناسل/ والنورة ).
وعندما يقتربون من أحد البيوت ينادون أهله :(أهل السطوح/ تنطونا لو نروح)فإذا خرج لهم أهل البيت وأجزلوا العطاء فإنهم ينشدون أمام البيت : (الله يخلى فلان/ الله يخلى فلانة / الله يخلى راعى البيت / الله يخلى أم البيت / كريكعان ابيتكم / الله يخلى اوليدكم / كريكعان بسكتكم / الله يخلى ابنيتكم ) .
وبخلاف الأطفال فى العراق والكويت ، فإن أطفال الإمارات يحتفلون بالقرقعان ليلة النصف من شعبان ، ويسمى عندهم (حق االليلة ) أو (الحلقة ) وهى تدل على الابتهاج والاحتفال بمقدم شهر رمضان المبارك ،وفى هذه الليلة يقوم الأطفال بتجهيز أكياس قماشية تسمى (خريطة ، او خرى ) ويمرون بها على البيوت مرددين :( يللا انسير حق الله / جدام بيت عبد الله / يللا نسير حق الليلة / الليلة أحلى ليلة ) و عندما يصلون عند باب المنزل ينادون :(عطونا الله يعطيكم / ببيت مكة يوديكم / عطونا من مال الله / سلم لكم عبدالله )فإن قدم لهم أهل البيت (الحق) وهو اللوز والحلوى والنقود ، فإنهم يمدحونهم ):سلم ولدهم يالله / وتخليه لامه يالله) أما إذا قفل الباب فى وجوههم ولم يحصلوا على (حق الله) فإنهم يرددون محتجين ( قدام بيتكم طاسة / ووجوهكم محتاسة ) لذلك فمن النادر أن يمتنع أى أحد عن إهداء الأطفال (حق الله ) فمن يحتمل مثل هذا التوبيخ ؟ ....".... ورمضان كريم للجميع ...