الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

نادين الخالدي مع طرباند وغناء الحنين للاوطان ..


اتاح ظهور الانترنت وتزايد استعماله لاغراض متعددة ، ظهور مواقع موسيقية تباينت جودة محتوياتها بين الممتاز والردىء ، هذا الامر افسح أمامنا فرصة البحث عن موسيقانا المفضلة والتعرف على الأنواع الجديدة ، ووفر لنا حرية الاستماع لموسيقى وغناء مختلف عن الشائع والرائج فى القنوات التجارية العربية، وفى الاعوام العشر الأخيرة ظهرت بالعالم العربى أنواع من الغناء والعروض الموسيقية التى أصبحت تُطلق عليها عدة تسميات منها الفن الملتزم أو الفن التجريبى أو الفن المستقل أو فن الشارع ، ومهم اختلفت التسميات ولكن المضامين متشابهة ومتقاربة من ناحية ، ومختلفة عن الغناء التجارى الاستهلاكى المقدم فى القنوات الفضائية وعلى محطات الراديو الخاصة من ناحية أخرى ، حيث يستلهم هذا النوع من الغناء والموسيقى مواضيعه وأدائه من افكار وواقع المجتمعات التى نشأ فيها هؤلاء الفنانيين من الجنسين ، عندما كان الغناء للحرية ومحاربة الفساد والدكتاتورية و الثورة ضد قيم فاسدة وبالية تلاحق أمنيا من قبل الانظمة العربية القمعية ، ولاتجد لها أى حضور فى وسائل الاعلام العربى ، ولكن الحال تغير مع انتشار التكنولوجيا الحديثة وازدياد عدد مستخدمى الانترنت فى العالم العربى ، واقبال الفنانين العرب على نشر انتاجهم دون التعثر بمقص الرقيب او الالتزام بشروط شركات الانتاج الفنى التجارية فى العالم العربى .

من بين الاصوات والانتاجات المميزة التى شدتنى للتعرف على تجربتها الفنية الغنية المطربة العراقية ( نادين الخالدى ) هى فنانة عراقية مولودة فى بغداد من أب عراقى وأم مصرية (عازفة بيانو)  تعرف عليها الأب (الممثل كنعان وصفى) عندما ذهب للقاهرة للمشاركة فى مشاريع سينمائية خلال الستينات والسبعينات  ...قضت نادين سنوات طفولتها ومراهقتها فى بنغداد حيث درست الموسيقى الكلاسيكية والباليه ، تحت ظروف صعبة فى حينها فى ظل الحرب العراقية الايرانية ، وماتبعها من حرب الخليج الثانية ..  تخصصت فى حينها فى العزف على آلة الكمان ..و فى العام 1992 غادرت للاقامة فى القاهرة بعد حرب الخليج الثانى .

  قبيل الغزو الامريكى للعراق غادرت القاهرة الى السويد فى العام 2002 حيث استقرت فى مدينة مالمو بجنوب السويد ، وسرعان ما انسجمت فى حياتها الجديدة واستطاعات ان تشق طريقها ، ومحققة نجاح وشهرة كبيرة فى موطنها الجديد حيث أسست فرقة "طرباند" وهى فرقة تضم عازفين من السويد و فرنسا وجنسيات مختلفة ، حيث تقدم معهم "نادين" وهى تعزف على آلة الساز، موسيقى عراقية فلكلورية بتوزيع موسيقى جديد واغانى عربية ممزوجة بموسيقى فلكلورية اسكندنافية ، وموسيقى الجاز ، و الموسيقى امريكا اللاتينية، حيث تتشارك مع عددا من اعضاء الفرقة فى  اعداد الاغانى الفلكلورية موسيقيا وتوزيعها وكتابة الكلمات المناسبة لها،بالاضافة لمشاركة نادين كممثلة فى العروض المسرحية المقامة فى السويد .

وتهدف نادين من مشاركتها النشيطة فى الحياة الفنية والقيام بجولات فى السويد وباقى انحاء أوربا من أجل التعريف بالثقافة والفن العربى ، محاولة المساهمة من خلال العروض والجولات  فى نشر التسامح والتعايش والمحبة بين الشعوب الاسكندنافية والشعوب العربية التى تعيش فى السويد ، بالإضافة لربط الاجيال الجديدة من المهاجرين العرب بأرثهم الموسيقى والفنى .

نادين الخالدى حائزة مع فرقتها على عدة جوائز منها :

Folk & World Music Awards 2014
Tradition Bearer of Sweden
Sweden’s Art Grant 2013
Malmö Culture Scholarship 2012

اتسائل لما تبقى مثل هذه الاعمال الجميلة ، المبهجة ، الراقية ضمن الانترنت ، لما لاتنتقل الى الشاشات العربية كى تساهم فى الارتقاء بالذائقة العربية ، وتساعد على نشر ثقافة مختلفة من الانصات لاصوات مدربة ومؤهلة ، ومواضيع تمس مباشرة هموم ومشاكل واحلام المواطن العربى دون اغراقه بنوعيات من الغناء الهابط يمكن اعتباره بمثابة المخدر لعقول فئة الشباب بالذات ..

اخترت اغنية "بغداد جوبى" من البوم "ياسيدى" للفرقة بصوت "نادين الخالدى" ، لانها بمثابة محاولة من "نادين" ابنة بغداد لتسجيل ذكرياتها ببلدها وموطنها الاصلى فهى تغنى لريحة بلدها.


موقع الفرقة : http://www.tarabband.com/music/



هناك تعليقان (2):

  1. علي الواقع العربي اليوم تصيبك بألاكتئاب,فالاغاني الخفيفه قد تساعد الكثيرين علي تعديل مزاجهم,وكما للاعمال الجميله معجبين فأنه ايضآ للاعمال الخفيفه العاديه معجبين,ولا شئ أفضل من افساح المجال للجميل والعادي والراقي والقديم والهادف والغير هادف,وعلي العموم أنت ذكرتيني بأغنية (بالعطاء) للفنانه جوانه ملاح,أنا نعتبرها من أجمل اغانيها وما شفتها الا في قناه وحده,مع ان اغانيها الثانيه تعرض في أغلب القنوات,وأخيرآ كل عيد وأنت بخير.

    ردحذف
  2. جميل يا ايناس .. التراث العراقي ثري جداً.. وهو قريب من التجديد والتحديث الموسيقي.. معظم الاغاني العراقية ليست طويلة مثلا.. وكلماتها تعبر عن بيئة العراق بكل صدق.. تحياتي لك

    ردحذف