الاثنين، 8 فبراير 2010

علم تاريخ الشّجر و علم الآثار البحريّة

تسمح دراسة شحن البضاعة بتحديد تاريخ غرق السّفينة وآخر ميناء غادرته لكنها لا تتيح بالمقابل التعرّف على مكان وتاريخ بنائها। يمكننا اليوم بفضل علم أعمار الشّجر معرفة تاريخ ومكان بناء السّفينة ودراسة مميزات أشكال الشّجر المستعملة فى بناء السّفن القديمة بفهم أفضل لشروط اختيار واستعمال الأخشاب (ملائمة طبيعة الشّجر للقطع المصنوعة ونظام تقطيع الشّجر...).
حلقات النموّ :
تظهر على محيط جذع الشجر، فى المناطق الخاضعة لمناخ يفرض على النّبات فترة نشاط تليها فترة راحة، حلقة نموّ تدعى بالحلقة السنويّة . ويبرز تأثير العوامل المناخية عبر حلقة عريضة إذا ما تجاوبت شروط الطقس مع المتطلّبات المناخية لصنف شجرة ما، وعبر حلقة نحيفة بخلاف ذلك. ينتج عن ذلك مجموعة من الحلقات المتشابهة والتى يمكن ملاحظتها على مجموعات من الأشجار المنتمية إلى نفس الصّنف والخاضعة لنفس المناخ، الأمر الذى يشكّل لدينا مرجعا تاريخيا.نشاهد مثلا فى فرنسا أنّ أكثرية شجر السنديان الخاضعة لمناخ محيطى تحمل على جذوعها حلقات نحيفة تتناسب والسنوات : 1900، 1901، 1921، 1976 نظرا للجفاف الذى عمّ خلالها. وهكذا يحدد علم تاريخ الشجر تسلسلا مرجعيا يعرف أيضا بالتسلسل المعيارى.
التحليل العلمى لتاريخ الشجر:
يبحث علم تاريخ الشجر عندما يأخذ العينات ، على مستوى العارضات التّقاطعية والتى توفر أكبر عدد ممكن من الحلقات لأن التحليل يتطلب أن يكون على كلّ قطعة خشب ستون حلقة متلاحقة على الأقلّ. نجد أكثر الأحيان أنّ صالب السفينة والمقصورة ومقدّمتها وقاعدة الصوار والعارضات تحمل ما يعادل جميع الحلقات تقريبا المتوفّرة على المتن كما توفر لنا غالبا مجموعات طويلة.
تخضع مسلسلات الأرقام لحسابات تناسبية بعد قياس عرض حلقات كافة العينات على سلم 1/100 ملم। يفترض تاريخ الحطام بواسطة علم تاريخ الشجر، مقابلة التسلسل العينى للحطام بتسلسلين مرجعيين على الأقلّ। وقد تمّ تحديد تاريخ حطام سفينة آرل 2 (ARLES II) بفضل العديد من العوارض فى النّصف الأوّل من القرن الثانى بعد الميلاد نتيجة التقارب الذى يربطها بمواقع أخرى فى منطقة بورغنيو و فرانش كونتى الفرنسية ومناطق فى سويسرا وألمانيا.
استخراج العينات:
عند تحديد الأجزاء المهمّة، تؤخذ العينات (سواء بالنسر أو بالسبك او بلآنتزاع) على أكثر عدد ممكن من القطع ليتسنى بناء معدلات تمثّل الأنواع الرئيسية، لأنّ ما يحصل غالبا هو وجود عدة أنواع فى مختلف القطع التى تكوّن هيكل .
*www.culture.gouv.fr

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله،

    معلومات جداً أفادتني
    لا أستطيع إلا أن اردد
    سبحان الله وبحمده

    شاكرة لك أخيتي لهذه اللفته الرائعة

    ردحذف
  2. اكون مسرورة لاستفاد احدهم بالمعلومات عن تخصص لا يجد الكثير من الاهتمام لدى غير المختصين ..عكس العالم الغربى وهو تخصص علم آثار ماتحت الماء...مودتى يازنوبيا

    ردحذف
  3. السلام عليكم

    معلومات قيمة

    لماذا لا نأسس قاعدة بحثية قوية وفرق علمية في مجالات مثل التاريخ والجغرافيا و ... ، تخرج لارض الواقع لتوفير معلومات عن البيئة التي نعيش فيها تكون أساس نعتمد عليه في أي دراسة مستقبلية

    شكراً لك

    ردحذف
  4. توفير بيئة علمية سليمة من واجبات الدولة وذلك عبر تخصيص مبالغ مالية كبيرة من اجل دفع حركة البحث العلمى ، لو اطلعنا على مخصصات مالية فى هذا الجانب سنجدها هزيلة مقارنة بمايصرف فى اتجاهات اخرى لا تخدم تقدم البلاد..والحديث يطول فى الموضوع ...مرورك يسعدنى ، مودتى لك اليكم

    ردحذف