رغم مرور ثمانية اشهر على تفجر ثورة 17 فبراير فى بلادى ، واشتعال شرارتها الاولى بمدينتى بنغازى مساء يوم 15 فبراير ، وسقوط نظام القذافى يوم 20 سبتمبر بعد أن استطاع ثوارنا ومقاتلينا الاشاوس هزيمة كتائب القذافى ودحرها ، رغم كل هذا مازالت اشعر وكأننى اعيش حلم لطالما تمنيت ان يكون واقعا نعيشه ، ان ننال حريتنا وخلاصنا من قبضة دكتاتور مختل هو وأسرته حكمونا بالحديد والنار ، ومارسوا علينا أبشع أنواع العذاب والقتل والعنف ...ربما لن اشعر بأنه حقيقة الا بمعايشة لتفاصيل ولحظات معينة منها ندرك كيف تتغير الاشياء ...يوم 17 سبتمبر عاد اطفالنا بالمرحلة الابتدائية الى المدارس بعد ان توقفت الدراسة بكافة مدارس المدن الثائرة والتى خرجت عن سيطرة القذافى ، فلم يكن الوضع الآمنى حينها يسمح بأرسال الاطفال الصغار للمدارس ، كما ان قرار العصيان المدنى الذى اتخذه الشعب الليبى من يوم 17 فبراير كان السبب الابرز فى توقف كافة اوجه الحياة بتلك المدن الثائرة .
وصباح 17 سبتمبر استيقظت على تغريد تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمدرسة الخاصة التى تقع بجانب بيتنا ، كان الاطفال يرددون النشيد الوطنى الليبى ، نشيد دولة الاستقلال ...
* يا بلادي بجهادي وجلادي....ادفعي كيد الأعادي، والعوادي
* واسلمي
* اسلمي طول المدى...إننا نحن الفداء
* ليبيا ليبيا ليبيا
* يا بلادي أنت ميراث الجدود...لارعى الله يداً تمتد لك
* فاسلمي،
* إنا -على الدهر- جنود...لا نبالي إن سلمت من هلك
* وخذي منا وثيقات العهود...إننا يا ليبيا لن نخذلك
* لن نعود...للقيود
* قد تحررنا وحررنا الوطن
* ليبيا ليبيا ليبيا
كان الاطفال الصغار يرددون النشيد بصوت مرتفع لم اسمعهم يؤدون يوما بهذه الطريقة الحماسية الجميلة التى تتسم بالبراءة والجمال ، كنت فى الماضى اقضى صباحات كثيرة انصت لصوت معلمة الرياضة وهى تتوعد وتتهدد الطلاب الصغار بالويل والثبور لتقاعسهم فى انشاد النشيد الذى فرضه الدكتاتور المخلوع بعد وصوله للحكم آثر انقلاب عام 1969...فى هذا الصباح كنت اشعر بأن الاطفال الصغار منتشيين بانتصارات الثوار على الجبهات ، مدركين للحدث التاريخى الذى شهدوه فى سنواتهم الغضة ... يوم 20 فبراير بمجرد سقوط بنغازى فى يد سكانها وتحررهم من حكم العقيد المهزوم حتى انطلق نشيد دولة الاستقلال من اذاعات مدن ليبية تقع بالشرق ، فكانت تفتتح وتختم ارسالها بهذا النشيد ॥كانت والدتى تعيش حالة من الانتشاء والفرح الغامر لعودة الشرعية متمثلة فى النشيد وعلم دولة الاستقلال ، كانت مشاعرها جياشة وهى تنشد بحماس مع الراديو ، لم تكن والدتى فقط ، بل امتد الامر لجدتى ذات الثمانية عقود والتى كانت تقف أمام نافذتها منصتة بفرح طفولى الى النشيد وهو يصدح عبر مكبرات الصوت من ساحة الاعتصام بمسجد الصحابة بمدينة درنة...والدتى علقت على الأمر ضاحكة ، (تعرفى اجديدتك شن قالت لما سمعت نشيد يابلادى ، هذا نشيط فيه بركة مش مطلوق)، أى ان جدتى تعتبره النشيد يحمل الخير لبلادنا، لم ارى جدتى يوما بهذا الحماس لحدث سياسى الطابع ، كما خلال هذه الثورة التى لم تتوقف منذ الايام الاولى للدعاء لثوارنا ومقاتلينا بأن ينصرهم على الدكتاتور السفاح ।وقد تحولت بعض عبارات النشيد الى ردود على بعض النقاشات ، او لمزيد من رفع الهمم وزيادة حالة الحماس كعبارة (د تحررنا وحررنا الوطن) ، كانت تكتب على حوائط الاصدقاء فى الموقع الاجتماعى الشهير الفيسبوك او عبر تويتر ، او على حوائط المدن الليبية او على زاوية تزين صفحة احد الصحف الصادرة حديثا فى مرحلة الثورة.
كنت فى السابق اعرف ان لبلادى نشيد آخر قام القذافى بتغييره الى اغنية مصرية تحمل اسم(الله اكبر) التى ظهرت فى اثناء العدوان الثلاثى على مصر، لم افهم ماسر اعجاب القذافى بهذه الاغنية التى قرأت بأنها كانت اغنية للجيش المصرى فى تلك السنوات ، فى بدايات الثورة تفائلت كثيرا بالنشيد الذى كتب كلماته شاعر تونسى و استاذ في التعليم الزيتوني الديني و في التوجيه التربوي هو بشير عريبى ، وقام بتلحينها الموسيقارالمصرى الكبير محمد عبدالوهاب ، وكانا كلا بلديهما قام بتفج ثورتيهما فحققت تونس ومصر انتصارات عظيمة آلهمت العالم ، مما جعل دولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية تدعو شباب العالم عبر خطاب لرئيسها بأن يستلهموا التجربة الثورية المصرية والتونسية ، ولما انتصرت الثورة الليبية قام ابنائها بتكريم الشاعر الذي كتب نشيد الحرية و ذلك من خلال حفل استقبال فخم و بهيج بنزل الهيلتون بالعاصمة التونسية،حفل نضمته جريدة ليبيا الغرب حضره مجموعة من المثقفين و الفنانين و رجال الاعمال الليبيين و التونسيين لمشاركة الشاعر بشير العريبي فرحة تكريمه.
كنت اشعر باننا سنلحق بركب ثوار مصر وتونس فى الاطاحة بنظامنا القمعى الدموى ، وكانت لدعم كلا الشعبين الشقيقيين من الايام الاولى للثورة دور هام فى مساندتنا والمساهمة فى التخفيف من معاناة شعبنا، وبعد ان اصبحت املك الوقت لاكتب وابحث بكل راحة وهدوء نفسى ، فكرت فى معرفة سر اختيار شاعر تونسى وملحن مصرى ليصنعا نشيد لوطنى (ليبيا) ، فبحثت عبر الكتب المتوفرة لدى عن تلك الفترة ، وعبر الشبكة العنكبوتية ، وكانت المادة التاريخية التى اوردها الباحث الليبى ( الصادق شكري) فى بحث طويل نشر عبر 13 حلقة موقع المؤتمر الوطنى للمعارضة الليبية ب، من افضل ماكتب فى هذا الشأن حتى الآن ، فأحببت مشاركتكم اياها لمزيد من المعرفة التاريخية حول تاريخ بلادنا ..
بعد (استقلال ليبيا) أشرفت (وزارة الثقافة) على إدارة برنامج يهدف إلى اختيار (نشيد وطني) يعرض رحلة كفاح الليبيين وجسامة تضحياتهم في سبيل الحرية والخير والنماء، ويجسد معاني محبة الوطن والاعتزاز بتاريخه وتراثه.
ورأت الوزارة أنّ تعهد بدّراسة هذا الموضوع إلي لجنة وطنيّة مكّونة من بعض ذوي الرأي من النوَّاب والشّيوخ المهتمين بالأدب والثقافة. وتمت في هذا الشأن الخطوات التالية:
1 – درست اللجنة الموضوع من جميع جوانبه ووضعت الخطوط الرئيسيّة للنشيد، وتوصلت إلي رأي بحصر مسابقة نظمه في الليبيّين دون سواهم لأسباب رأتها وجيهة، وكان هذا الرأي مخالفاً لرأي الحكومة التي كانت تود أن يشترك في المسابقة غير الليبيّين من الشعراء العرب، ورصدت اللجنة جائزة قدرها (100) مائة جنيه ليبي للقصيدة الفائزة، ونشرت إعلاناً بالخصوص، ولم يتقدم أحد من الليبيّين في الغالب (كان ذلك خلال سنتي 1952م – 1953م).
2 – وردت للجنة (33 ) مشاركة من جهات مختلفة، وحتى تلتزم الحكومة الحياد تقدمت بطلب إلي وزارة الخارجيّة المصريّة طالبة منها تعيين لجنة تحكيم من شخصيّات أدبيّة مصريّة لتختار النشيد الذي تنطبق علية الشروط المطلوبة.
3 – شكلت الحكومة المصريّة بناء علي هذا الطلب لجنة من ألأساتذة الأدباء: منصور فهمي، عباس محمود العقاد، أحمد حسن الزيات، عبد الوهاب عزام.. وعقدت عدة اجتماعات بالقاهرة، واختارت واحداً تبين أن ناظمه ليس ليبياً.
4 – أعادت الحكومة نشر الإعلان للمشاركة في وضع النشيد أمام جميع الشعراء العرب، وفاز في النهاية النشيد الذي نظمه الشاعر التونسي (البشير عريبي)، الذي يبدأ باللازمة المشهورة: [ يا بلادي بجهادي وجلادي .........الخ ] وقام بتلحينه محَمّد عبد الوهاب الموسيقار المصري الشهير. وقد منحت الدولة الليبيّة للموسيقار محَمّد عبدالوهاب (13 مارس/ آذار 1902م – 3 مايو/ أيار 1990م) بعد فترة وجيزة من تلحينه لنشيد البلاد الوطني، وسام الإستقلال.
5 – أذيع النشيد لأوَّل مرَّة من محطّةِ ألإذاعةِ المحليّةِ في بنغازي في يوليو/ تموز 1955م وتزامن ذلك مع مناسبة زواج الملك إدريس من السيدة/ عالية عبد القادر باشا لملوم, وعزفته أيضاً لأوَّل مرَّة فرقة موسيقي قوة دفاع برقة (فرقة الموسيقى العسّكريّة) بقيادة محَمّد عكوش المجبري في شوارع بنغازي خلال الاحتفالات بالزواج المذكور.
6 – قلد الملك إدريس السّنوسي وساماً رفيعاً للشاعر البشير عريبي إثناء زيارة الحبيب بورقيبة لليبيا وكان أيّامها رئيساً لوزراء تونس سنة 1957م.
وربّما من المفيد الإشارة في هذا الصدد إلى نشيد (العلم ) الذي نظم أبياته الأستاذ/ بشير المغيربي عام 1943م، نظراً للالتباس الذي يقع فيه الكثيرون حيث الاعتقاد السائد بأنّ صاحب نشيد (يا بلادي) هو نفسه ناظم أبيات نشيد (العلم).
وقد نقلت أبيات نشيد (يا بلادي) في الجزء الأوّل من هذه السلسلة، وأشرت بأن صاحب هذه الأبيات هو الأستاذ/ بشير المغيربي !. ظننت أن صاحب نشيد (يا بلادي) (1) هو الأستاذ/ بشير المغيربي، واعتقدت أن هذه المعلومة صحيحة نظراً لأنّها ذُكرت في مجالس كثيرة، ولم يقم أحد بتصحيحها أو ذكر خلافها.
وربّما، لأنّي، لم أُعط هذه الجزئيّة، القدر المطلوب من التحري والسّؤال، وهي جزئية لم يُكتب عنها بشكلِ كافي، ولم يسبق لكاتب – وحسب ظني – أن تناول موضوع (النشيد الوطني) من زاوية الأسلوب الذي اتبع في اختياره، وكيف تمّ اختار النشيد، والشخصيّات التي كانت ضمن لجنة تحكيم، وعلى من وقع الاختيار !؟.
وربّما، ظننت ذلك، لأنّ بشير المغيربي شاعرُُ وله في الوطنيّات قصائد عدة، منها: قصيدة (العلم).. وعلى اعتبار أن ليبيا وقتئذ كانت تملك من عظماء الشعراء عدداً معقولاً، ولكنها، لم تكن تملك حينذاك من الموسيقيين من هو في مقام الموسيقار محَمّد عبدالوهاب، ولذا، كان مقبولاً أن يلحن النشيد مصري أو غيره ممن يشهد لهم بالإبداع والتألق في هذا المجال، بينما يكون شاعر النشيد الوطنيّ شخصاً غير ليبي فكان ذلك مستبعداً بالنسبة ليّ.
وربّما، أيضاً، لأنّ صاحب قصيدة (يا بلادي) يتشابه اسمه – وإلى حد ما – مع صاحب نشيد العلم !.
ومن جديد.. نظم الأستاذ/ محَمّد بشير المغيربي سنة 1943م، أبيات نشيد (العلم )، وجاء نص النشيد كمَا يلي:
رفرف كأجنحة النسور فوق الشوامخ والقصور
فلك المراكز في الصدور يا أيها العلم النضير
يحيا الأمير
رفرف فأنت شعارنا والي الأمام منارنا
بك علقت أبصارنا واليك بالفخر نشير
يحيا الأمير
أن الهلال مبشر والنجم عهد نير
أما السواد مذكر ولطالما انتفع الذكير
يحيا الأمير
إدريس أنت أميرنا انا بنوك فثق بنا
لبيك يا رمز المني في أي ناحية تشير
يحيا الأمير
نحن الشباب الناهض وإلى المفاخر راكض
بالأمس جاث رابض واليوم قد آن المسير
يحيا الأمير
العلم نور حياتنا والدين خير هداتنا
والصبر سور صفاتنا والله مولانا النصير
يحيا الأمير
ويذكر، أن نشيد (العلم) كان قد لحنه، الفنان سالم بشون (أبو فرج)، وقام الفنان علي الشعالية بأدائه، وطبع نشيد العلم مغنى وملحن في اسطوانات اشتهرت في أواخر الأربعينات الماضيّة، وقياساً علي هذا النشيد نظم المرحوم عمر جعودة (وزير الصحّة الأسبق) قصيدة عامية طويلة مطلعها:
رفرف كما جنحان نسر امبلا واركز علي قصورك وفوق تعلا
وربّما نستطرد هنا، لنقف عند قصيدة (العلم) الأخرى، والتي نظم أبياتها الشاعر عبد ربه الغنّاي (2). وعلم الإستقلال هو الراية الشرعيّة الوحيدة التي عرفتها ليبيا، وهو العلم ذو الألوان الثلاثة: الأحمر والأسود والأخضر، وهلال الفجر والنجمةُ الخماسيّة اللتان تتوسطها. نقول، هو الراية الشرعيّة الوحيدة..{.. لأنها أُقِرَّت مِن قِبَلِ الجمعيّة الوطنيّة التأسيسيّة، ولم تخضع للأهواء والنزوات. وقد تغنّى بها الليبيّون فرحاً من خلال أغانيهم وأشعارهم الشعبيّة، حيث شاعت في أوائل الستينيات – في هذا السياق– الأغنية التي نظمها القاضي الشاعر عبدربه الغنّاي (أبو فْضَيْل)، وقام بأدائها بإتقان الفنّان الطّاهر عمر:
عَيْنَيك خضرا والشّعَرْ مترَامِي أسْوَدْ، وْخدِّكْ بالْحمُورَه دامِي.
ليـبـيا معروفَه حتىَّ بعَدْ حَطّ الزمان ظْروفَه.
وْحتَّى وْهِي في قَيدْها مكتوفَة ما بطّلَت يوماً شديد، خْصامِي.
بِنت أَجْهادِي تَرْكَب الخَيل وْما تْهاب عوادي
تضرِبْ علىِ مَقْتَلْ وبنتْ اَجوادي ْزَكّي مْيادِين الِقْتَال كلامي...}م61.
وربّما من المفيد الإشارة إلى مساهمات أخرى، ونحن نتحدث عن إسهامات الشعراء العرب وما قدموه من قصائد أشادت بتاريخ ليبيا الجهادي وبرموزها الوطنيّة، ومنها: قصيدة أحمد شوقي أمير الشعراء عن شيخ الشهداء عمر المختار (تاريخ الاستشهاد 16 سبتمبر/ أيلول 1931م) الطويلة المكّونة من ( 39 بيتاً)، والتي تقول أبياتها الستة الأولى:
وكزوا رفاتك في الرمال لواء... يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا مناراً من دمٍ... تُوحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضرّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ... بين الشعوبِ مودة ً وإخاء
جرحُ ُ يصيحُ على المدى وضحية... تلتمسُ الحرية الحمراء
يا أيها السيف المجردُ بالفلا... يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحاري غمد كل مهندٍ.. ابلى فأحسن في العدو ِبلاء
ولأمير الشعراء أحمد شوقي، قصيدة أخرى في تمجيد معارك الجهاد الليبي وما جسدته تلك المعارك من دلالات ومعاني، وهي القصيدة التي وصفها الأستاذ محمود الناكوع بأنّها (من أروع قصائده)، وجاء مطلعها:
ومجاهدين هناك عند معسكر... ومن المهابة بين ألف معسكر
عرب على دين الأبوة في الوغى... لا يطعنون القرن ما لم ينذر
يمشون من تحت القذائف نحوها... لا يسألون عن السعير الممطر
كذلك.. رثا شيخ الشهداء عمر المختار الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي.. والشاعر التونسي محمود بورقيبة.. والشاعران: محمود عماد وخليل مطران.. كمَا رثاه حافظ إبراهيم شاعر النيل بقصيدة طويلة من (39 بيتاً) يقول مطلعها:
طـمعُ ُ ألـقى عن الغرب اللتـامـا
فاستفقْ يا شرقُ واحذر أن تناما
ويذكر، أنّ حافظ إبراهيم شاعر النيل، كان قد نظم قصيدة أخرى في تمجيد معارك الجهاد الليبي وما جسدته تلك المعارك من دلالات ومعاني، كمَا، كتب الشاعر والأديب مصطفى الصادق الرافعي قصيدة طويلة في نفس السياق. ويذكر، أيضاً، أنّ معروف الرصافي الشاعر العراقي الشهير كان قد كتب قصيدة أخرى عن الجهاد الليبي، قال فيها:
يعز علينا أهل برقة أنكم... تدور عليكم بالدمار رحى الحرب
وأنا إذا ما تستغيثون لم نجد... إليكم على بعد المسافة من درب
وقد علم الأعداء أن سيوفنا... تململ في الأغماد شوقاً إلى الضرب
ويا أهل بنغازي سلام فقد قضت... صوارمكم حق المواطن في الذب
حميتم حمى الأوطان بالموت دونها... وذاك فيكم لهن من الحب
هذه الإسهامات الشعريّة العربيّة، قادت اللجنة المكلفة باختيار (نشيد وطني) لليبيا، من قبل (وزارة الثقافة) خلال سنتي 1952م – 1953م، إلى فتح باب المشاركة أمام الشعراء العرب بعدما رفضت الحكومة احتكار المسابقة على الشعراء الليبيين. وبعد، أن وصلت إلى اللجنة المكلفة (33 ) قصيدة من جهات مختلفة، أستقر الاختيار على القصيدة التي نظمها (البشير عريبي) الشاعر التونسي، والتي تبدأ باللازمة المشهورة: (يا بلادي بجهادي وجلادي)، كمَا أشرنا في السطور السّابقة.
1- نشيد (يا بلادي): المعلومات الواردة حول شاعر النشيد الوطني، والجهة التي كُلفت بالإشراف على إدارة برنامج يهدف إلى اختيار النشيد الوطني، وكيف تمّ اختياره.. هي معلومات تلقيتها من صديق عزيز له في مجال البحث والتوثيق صولات وجولات، ولديه مجموعة من المشاريع ذات الطابع التوثيقي هي قيد الإنجاز، وستصدر قريباً في سلسلة من الكتب.شكراً، لهذا الصديق العزيز، والباحث صاحب الفضل، والجميل الكبير.
2- الشاعر/ عبد ربه الغنّاي: شخصيّة من شخصيّات بنغازي المعروفة، وهو: شاعر ومؤلف غنائي وقاضي شرعي. ولد في مدينة بنغازي عام 1920م. تعلم في جامعة نابولي كمَا درس بالأزهر الشريف. يجيد اللغة الإيطالية كإجادته للغة العربية كمَا يتحدث الإنجليزية والفرنسيّة حيث درسهما في المعهدي البريطاني والفرنسي. كان من بين الشعراء الذين اعتبروا امتداداً لشاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي.برز عبد ربه الغنّاي، في حقبة من تاريخ الأدب الليبي، شعراء شكلوا الامتداد الطبيعي للشاعر أحمد رفيق المهدوي حيث تربوا في مدرسته وواصلوا دوره الكلاسيكي، ومن هؤلاء الشعراء: عبد ربه الغنّاي، ورجب الماجري، وحسن أحمد السوسي.. وآخرين.أهتم عبد ربه الغنّاي بالصحافة إلى جانب اهتمامه بالشعر حيث أصدر عام 1947م صحيفة (صوت الشّعب). نشر عدداً كبيراً من أشعاره في حقبة الستينيات في المجلات والجرائد الليبيّة مثل:الرّواد، والإذاعة، ليبيا الحديثة. واشتغل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي. عُينَ قاضياً في عام 1950م وتدرج في مناصب حتى صار وكيلاً بمحكمة الاستئناف في مدينة بنغازي. وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية كمَا ألقى عدداً من الأحاديث حول (الشعر والفن ) ومن بين تلك الأحاديث، الحديث الذي أشار إليه الأستاذ/ السّنوسي محَمّد في كتابه: (مدخل إلى: المقام الليبي)، وهو الحديث الذي ألقاه في ندوة عقدت بنادي (الهلال الثقافي الرياضي) بتاريخ 21 رمضان 1393 هجري الموافق 17 أكتوبر/ تشرين أوّل 1973م تحت عنوان: (حديث عن الفن والأغنيّة الشعبيّة).أنتقل عبد ربه الغنّاي إلى رحمة ربه يوم 6 أغسطس/ أب 1985م.أهمّ المعلومات الوردة في هذا التعريف منقولة عن كتاب الأستاذ/ السّنوسي محَمّد، الصادر تحت عنوان: (مدخل إلى: المقام الليبي – دراسة في الأغنية الشعبيّة)، والذي صدرت طبعته الأولى عام 2007م عن المركز العربي الدولي للإعلام / القاهرة – لندن (الناشر).
*هَدْرَزَةُ في السّياسَةِ والتّاريخ ، الملك.. العقيد.. المعارضة الليبيّة في الخارج ، بقلم/ الصادق شكري ، *
الجزء الثالث (6 مِنْ 10).
* يا بلادي بجهادي وجلادي....ادفعي كيد الأعادي، والعوادي
ردحذف* واسلمي
* اسلمي طول المدى...إننا نحن الفداء
* ليبيا ليبيا ليبيا
* يا بلادي أنت ميراث الجدود...لارعى الله يداً تمتد لك
* فاسلمي،
* إنا -على الدهر- جنود...لا نبالي إن سلمت من هلك
* وخذي منا وثيقات العهود...إننا يا ليبيا لن نخذلك
* لن نعود...للقيود
* قد تحررنا وحررنا الوطن
* ليبيا ليبيا ليبيا
شكرااا لك عمار المرور والتعليق الجميل..اقتبست العبارة على مدونتك لاحدى نقاشاتى عبر الفيسبوك..لك الشكر..سأعود لاتعرف على مصرى يريد ان يحارب..
ردحذفمساء خريفي جميل بعنفوان النصر والتحدي
ردحذفونشيد أبيّ كإباء هذا الشعب
مبارك هو النصر
مبارك هو العنفوان
كريمة الفاسي
مبروك لكل الليبيين الانتصار على القذافى وعصابته المجرمة..لك تحياتى سيدة كريمة ولزوجك الاستاذ رامز النويصرى .
ردحذفأود اضافة معلومة سمعتها وانا صغير ربما يجب التأكد منهاللاهمية التاريخية.وهي كالاتي:
ردحذفالمقطع : حي ادريس سليل الفاتحين .....الخ
لم يكن موجودا في شعر الاستاذ بشير العريبي
وانما تمت اضافته لاحقا . وكتبه الاستاذ بشير المغيربي
بخصوص هذه المعلومة لا اعرف تحديدا أن كانت صحيحة ام مجرد لبس وخلط بين الاسمين ، واذا وجدت مايصحح ما كتبه الاستاذ شكرى الصادق حول النشيد سأدرجه هنا وانوه عن ذلك انشالله ..شكراا لمرورك الكريم
ردحذفانا ابنة الاستاذ
حذف