الأحد، 1 نوفمبر 2015

حدث فى العام 1717م بإنجلترا ...

لوحة توثق النزهة الموسيقية الملكية لكونراد جان همان إدوارد 
 عندما توفيت آن  ملكة انجلترا التي دعت الموسيقار الألماني (جورج فريدريك هاندل) للمجىء والأقامة فى لندن ، شعر (هاندل) بالاضطراب بعد تولى جورج الأول العرش ، إذ لم يكن على وفاق معه ، وتوقع هاندل أن يكون الملك الجديد غير راض عنه ، لكن الملك غض النظر عن تصرفات (هاندل) السابقة تجاهه عندما كان أمير هانوفر ،إذ كان من الشغوفين بالموسيقي ، فقام الملك جورج الأول بمنح الموسيقار الألماني هاندل) معاش سنوي لائق جدا.

و حدث في عام 1717، ان نزل الملك جورج الاول فى نزهة نهرية على المركب الملكى، وكان طلب من هاندل ان يضع موسيقى مصاحبة للمناسبة، فكتب ذلك العمل الذي اطلق عليه اسم (موسيقى الماء) بسبب عزفه على نهر التايمز،وكتبت صحيفة "الديلي كورنت" عن هذه النزهة : " نزل الملك عند هوايتهول فى المركب الملكي ، برفقة دوقة نيوكاسل ، وكونتيسة جودولفن ، وأيرل أوركني، ورافقتهم مراكب كثيرة استقلها علية القوم ، وخصص زورق للفرقة الموسيقية المصاحبة للموكب الملكي حيث قام 50 موسيقي بالعزف بمحاذاة المركب الملكي، حيث استمع الملك مع الأصدقاء المقربين للعمل الموسيقي،الذى ما إن استمع إليه للمرة الأولى حتى اغُرم بها حيث طلب ان يعاد عزفه أكثر من مرة".

                                                                                       
                 


و يتألف العمل من 21 حركة تؤدي على تنويعة آلات ، وهى عدد كبير للمستمعين المعاصرين الذين لايملكون ترف الوقت و النزهة على وجه الماء ، ففي الوقت الحديث لاتُعزف إلا ست لها مسحة مرحة متألقة ، وتضم المجموعة رباعية للآلات الوترية، وقطعتي صولو للكمان،بحيث تصبح عملاً من طراز "السيرينادا" او (التتابع السيمفوني) ، أو يمكن اعتبارها تنويعات موسيقية ابتكرها (هاندل) ،هذا و يوفر الاستماع إلى هذه المعزوفة إطلالة على فن عصر الباروك. موسيقى الماء جميلة وفخمة. يثير صوت البوق فى المستمع شعورا بالأمجاد والانتصارات الغابرة ، بحيث تحولت هذه الموسيقى مع مرور الأيام إلى رمز لأمجاد الإمبراطورية البريطانية وعظمتها. عاشت "موسيقى الماء" طويلاً وأحبها الجمهور كثيراً على مر الزمن.

أُعُجب الأنجليز بهاندل، فمنحوه الجنسية الأنجليزيه في العام 1727، كما اعتبروه أحد أهم مؤلفيهم الموسيقيين على مر العصور.

***
ماري ورتلي مونتاغيو ترتدي زي نسائي عثماني، بريشة تشارلز جرڤاس
 كما حدث فى العام 1717م أن بعثت الليدي "ماري وورتلي مونتاغيو" برسالة من اسطنبول تضمنت ملاحظاتها ومشاهداتها حول مرض الجدري و الطريقة التي اتبعها العثمانيين لعلاج هذا المرض القاتل، أي التطعيم الذي كان شائعاً في الإمبراطورية العثمانية ، كما كان ناجح وفعال فى العلاج والوقاية من هذا المرض ، وقد سبق أن أصُيب شقيقها بهذا المرض فأودي بحياته ، كما انتقل إليها فنجت من الموت بصعوبة ، ولكنه ترك بأثاره على وجهها فتشوهت بشرة الليدي ماري ببثور الجدري ، كما تساقطت رموشها ، ربما هذا ماشجعها لخوض مغامرة تجربة اللقاح على ابنها البكر ، فطلبت من الجراح الأنجليزي المقيم فى اسطنبول "الدكتور ميتلاند" أن يقوم بتطعيم ابنها بنفس اللقاح العثماني للوقاية من هذا المرض المميت.

وقدكتبت حول هذه المسألة تقول  :- "الجدري مرض قاتل ومنتشر بشكل عام بيننا نحن البريطانيين، وهو هنا غير مؤذي تمامًا ، أنا وطنية بما يكفي لتحمل مشقة جلب هذا الاختراع المفيد ونشره كالموضة في انكلترا".

لكن الأنجليز لم يهتموا بماكتبته حول اللقاح المستعمل فى الإمبراطورية العثمانية ، وقيل حول هذا الإعراض عن اقتراح الليدي ماري لاستعمال اللقاح ، تفسيرات مختلفة ، من ابرزها كون ناقل الاختراع هى امرأة ، و أن كنت أظن حسب ماقرأته من سيرة هذه السيدة أن الفضائح واللغط الذى أثارته حول حياتها الشخصية هو ماجعل أفراد الطبقة العليا من الأنجليز يعرضون عنها ولايدعمون اقتراحها لتجربة اللقاح أمام الجمعيات العلمية والمستشفيات التي كان يرعاها أفراد تلك الطبقة، ليتأخر ايجاد العلاج لهذا المرض على يد العالم والطبيب " إدوارد جينر"حتى أخر القرن الثامن عشر .

وكانت الليدي "ماري وورتلي مونتاغيو" مابين عامي 1716- 1718م قد اقامت فى اسطنبول بوصفها زوجة السفير الانجليزي فيها ،وقد دوّنت عدة رسائل قدمت من خلالها وصفًا للمنازل، والمساجد، والشوارع العامة ، وعن عالم النساء المسلمات ، كما فهمت الإسلام ووقفت منه موقفا ً مستنيرا ً.
 و دونت هذه الافكار فى أشهر اعمالها: "رسائل من الشرق" التي نشرت العام 1763 بعد وفاتها ،وقد أصُيبت فى آخر حياتها بالسرطان .

 توفيت العام 1762م  لتحظي بالتقدير والاحترام لاعمالها وكتاباتها ، حيث دخلت الليدي ماري وورتلي مونتاغيو (1689- 1762) تاريخ آداب اللغة الانجليزية بكتابتها رسائل تضاهي فى  جمالها وأهميتها رسائل كبار أدباء ومثقفي انجلترا واوربا فى تلك الفترة .

***
غلاف الدفتر ، واحدي الصفحات التي تظهر عليها رسومات دافنشي بالمخطوطة
 وفى انجلترا أيضا ً حدث فى العام 1717م أن قام "توماس كوك" إيرل ليستر بشراء واحد من أهم دفاتر ملاحظات الرسام والعالم الشهير "ليوناردو دافنشي" وعُرف هذا الدفتر باسم مخطوطة ليستر .كُتِبتْ حوالى العام 1508، عندما كان ليوناردو في خمسيناتِه وقد أكمل لوحة الموناليزا لتوه .و تَحتوي المخطوطةُ ملاحظاته وإيضاحاتُه على الظواهرِ الطبيعيةِ مثل الماءِ، الضوء، والجاذبية .


وتحوي المخطوطة على  18 ورقة مزدوجة، أو 72 ورقة من حجم 21,8 × 29.5 سم. و تعطي نظرة نادرة عن عقل هذا المفكر، الفنان والعالم من عصر النهضة ، كما تٌعد المثال المتميز للعلاقة بين الفن و العلم والإبداع في النهج العلمي.

ظل هذا الدفتر مجهول المكان حتى العام 1690م عندما عثر عليها الرسام "جوسيبي جازي" فى روما عندما رسام محلي ، فقام "جازي" بامتلاك الدفتر الثمين الذي ظل بحوزته حتى العام 1717 م حينما قام الإيرل الإنجليزي "توماس كوك" بشراء المخطوطة التي أصبحت تُعرف بإسم مخطوطة ليستر ، وقد بقيت ملك لأسرة الإيرل كوك حتى العام 1980 م حيث اشتراها "ارماند هامر" احد اقطاب النفط العالميين فإعادة تسميتها باسم مخطوطة عامر ، ثم انتقلت فى العام 1994 م لملكية الملياردير الشهير "بيل غيتس" الذي اشتراها من مزاد علني ب 30.8 مليون دولار ، وإعادة اسم ليستر للمخطوطة ، كما جعلها متاحاً للمتاحف لتعرضها في مدن مختلفة كل عام. 

هناك تعليقان (2):

  1. ممتاز


    http://prokr.com/furniture-moving-company-jeddah/
    http://shoala.net/


    ردحذف
  2. ممتاااااااااااااااااااااااااااااااز
    http://el-tamimi.com/lawyer-number/
    http://el-tamimi.com/best-lawyer/
    http://el-tamimi.com/divorce-lawyer/


















    ردحذف