الأربعاء، 13 مايو 2020

الرابع من مايو

Seascape, Night Effect by Claude Monet

أكملت مدونتي المحيط عشرة أعوام من تاريخ إنشائها فى الرابع من مايو مرت تلك الأعوام سريعا كأنها بالأمس القريب . كنت فى تلك المرحلة من حياتي شغوفة بعالم البحر والقوارب الشراعية و قصص البحارة وعرائس البحر ما دفعني لتخيل عالم الإنترنت كمُحيط واسع  أرسل من خلاله رسائلي في قنّينة عابرة المحيطات لتصل لأحباء غابوا أو رحلوا  تماما كما في احد افلام كيفن كوستنر وروبن بيت بين Message in a Bottle من هنا أتي اسم المحيط.

فى البدايات كان مشروع المدونة متعثر قليلاً  إذ أصبح بعد نشري لثلاث تدوينات كقارب نصف منجز  مهجور على الشاطىء ثم هبت رياح السعد وتغيرت الأحوال وصرت أجد فى المحيط متنفس ومساحتي الخاصة التى ألاحق فيها شغفي بالتدوين والكتابة والبحث حول عالم البحر والهوية الوطنية الليبية و تاريخ العادات الليبية فى الأفراح والأتراح ومراجعات الكتب والفنون والتجارب الموسيقية المختلفة وحكايات النساء .

عندما بدأت لم اعتقد بأني سأحافظ على المدونة لفترة طويلة إذ كنت أخبر نفسي بين فترة وأخري أنني سأزيلها بعد أن انتهي من الغرض الذي أُنشئت لأجله . وعبر السنوات العشر من عمر المدونة ومع ضيق الوقت والانشغال فى إنجاز مهام عملي فى الكتابة البحثية أو التدريس بالإضافة للواجبات المنزلية و الاجتماعية ، والملل فى أوقات كثيرة مرت المدونة بمراحل عدة بين النشاط المتواصل وبين فترات الخمول.

خلال العشر سنوات نشرت 177 تدوينة بعضها تجاوز الألف كلمة ، بينما فى قليلها اكتفيت بنص قصير أو قصة مصورة ، ومرة واحدة فعلتها واستخدمت العامية الليبية فى التدوين . كنت اقضي وقت طويل فى الاعداد لكل تدوينة محاولة فى كل مرة انشر فيها هنا تحسين المحتوي والمظهر . نالت عديد التدوينات انتشار وزيارات وتعليقات كثيرة منها ماكتبته حول الدراما الليبية وحكايات الأميرات العثمانيات وقصص الحب عند الهنود، والعادات والتقاليد الليبية ، ومراجعات الكتب تجاوز عدد الزيارات لكل واحدة منها مايزيد عن العشرة آلاف مشاهدة على الأقل ، كما تعرضت كثير من مواد المدونة للسطو والعبث على يد العابرين بوضع أسمائهم عليها وتكرر الأمر لحد التعب والملل بالنسبة إلى مع دراساتي التوثيقية حول السيدتان حميدة العنيزي وزعيمة الباروني مما جعلني اعزف لفترة عن نشر أى دراسات أو مقالات علمية جديدة حول تاريخ النساء الليبيات كي لا أجد نفسي دون جدوي فى دائرة مراسلة بعضهم حول ماأخذوه ونسبته لهم –أصدقاء ومعارف- لا أتلقي منهم إلا الردود الباهتة والاعذار الواهية ، وأيضا هذه أحد أسباب انقطاعي الفترة الماضية .

عبر الوقت تغيرت اهتمامات مدونتي من الاقتصار على عالم البحر إلى تناول كل مايثير شغفي ويحرك ولعي بالبحث والقراءة وطرح الأسئلة . ولذا اكتفي بالقول أن المحيط مدونة متعددة الاهتمامات والمجالات، اسعي من خلالها لتناول القضايا او المواضيع التى اهتم بها وتشغلني ، واروي من خلالها يومياتي مع الكتب والسينما والفنون وكل ماهو جميل وانساني لمن يزور محيطي صدفة أو فضولا ويقاسمني نفس الاهتمامات.
 

هناك تعليق واحد:

  1. المحيط
    من المدونات التي أتابعها وأجد فيها الكثير من الفائدة...
    عقبال العام الـ100
    مودتي

    ردحذف