خيط من الضياء
يصل مابين الأفكار
شمس تكسر من حدة السحب
وتضرب إلى آفاق السماوات
استمتعت
الايام الماضية معك "نييديتوا " بتحقيق امنية قديمة لديك وفى الوقت نفسه
استعادةتقليد عريق فى حياتى ،القيام بكتابة رسالة و تلقى رد جديد عليها ، والشعور من
جديد بلهفة الانتظاروالنشوة عند ظهور تلك العلامة المميزة على سطح المكتب التى تنبه
لوجود رسالة جديدة ، رغم ان الامرهنا فقد بعض من رومانسيته وغموضه وسحره ، فالرسائل
الالكترونية رغم ميزاتها العديدة الا ان انتظار رسالة ورقية شعور جميل جدااا .
يرجع الولع
بتلقى الرسائل ربما الى فترات مبكرة فى سنوات طفولتى عندما كانت والدتى تترك لنا
هامش لنكتب عليه تعليق ما نرسله لجدتى او واحدة من الخالات او العمات ، ثم اصبحت لنا
رسائلنا المستقلة ، وكانت أعداد هائلة من الرسائل يتم تحريرها ، لا فيما يخص الاحداث
الهامة واخبار الوفيات والزيجات والولادات ، بل تتعدها الى اختيار اسم مولود ، وطلب
وصفة طبية ، او مقاديرلطبق ما ، وانحسر الشغف عند اشقائى ليقتصر على وحدى ، فصرت اكتب
عنى وعن اشقائى رسائل تفصيلية بكل اخبارنا واحداثنا الكبيرة الى التفاصيل الصغيرة ،
لتنحصر فى مرحلة لاحقة من حياتى وتقتصر على اصحاب واصدقاء طفولة عشنا متعة السفر والاغتراب
والاكتشاف ثم توزعنا على قارات العالم ، فصار للبريد ورجل البريد مكانة مميزة فى حياتى
، ومشوار المرور على صندوق البريد من الاولويات فى برنامجى الاسبوعى فنمت علاقة بينى
وبين من يعمل فى مكاتب البريد اينما حللت .
عندما دخلت الجامعة منحنى والدى رحمه الله صندوق بريد يملكه ذو رقم مميز 111 ، يوم سلمنى
مفتاحه كنت فخورة ومبهورة فكأنه منحنى مفتاح صندوق كنوز الجآن ، كنت اعيش طقس كتابة
الرسائل على الورق فى السابق كرغبة مكبوتة فى خروج مابداخلى الى مدى مفتوح ، شارحة
ً ومفسرة وملاحقة هواجس واسئلة وخواطر .
كانت الورقة البيضاء فخ اقع فيه بسهولة ، وكثيرا
ماسهرت ليالى طويلة لاكتب رسائل لاصحاب واصدقاء من كل مكان ومن جنسيات واديان مختلفة
، اقضى ايام وانا ابحث عن ورق جيد للكتابة نوعيات ذات نقوش لازهار صغيرة او تحمل ترويسة
معينة من زمان فيكتورى ، ثم صرت عندما استقر بنا الحال هنا ، اعيد تشكيل الورق الابيض
حسب مزاجى فكنت اشترى ملصقات لازهار وقلوب وفراشات ملونة ، فالرسالة بالنسبة لى وطن
وحلم وعالم آخر يفصلنى عن عالمى الأرضى .
كان تلاقى رسالة اشبه بحدث كبير ، لكل رسالة مذاق
وطعم مختلف ، سعادتى بها كبيرة ، ولعل وصف الروائية الامريكية اديث وارتون لهذه اللحظة
دقيق :" ... نظرة خاطفة تحصى عدد الصفحات وأخرى تتبين كيف تنتهى ، القراءة الاولى
اللاهثة ، التريث عند كل عبارة ، وختاما ً اختيار العبارة التى ستسكن الفكر طوال اليوم
وتضفى رونقا ً على واقع الحياة الرتيب .." .
امتد
الشغف بالرسائل الى قراءة اشهر الرسائل فى التاريخ لشخصيات عامة ، جوزفين ونابوليون
، مى وجبران ، برتراندل رسل وغيرهم الكثير الكثير ممكن كانوا يسكبون خلاصة ارواحهم
فى تلك الصفحات.
ان اندثار فن كتابة الرسائل سيكون مدعاة للأسى العميق ، فلا شىء
يعادل الحبور الذى تبعثه فى النفس رؤية خط مألوف على ظرف مكتنز ...كتابة رسالة تستغرق
وقتا ً اطول وجهدا ً أكبر من اجراء مكاملة هاتفية ، ولكن اعتقد ان المتعة التى تمنحها
الكتابة تزداد باستمرار .. وتماشيا ً مع اسلوب الحياة الحديثة اصبحت رسائل الهاتف المحمول
تحل تدريجيا محل كتابة الرسائل التقليدية ، واصبحت اللهف تقل فمجرد ضغطة على زر الهاتف
او جهاز الكومبيوتر فإمكان ايصال رسالتك ، وتكررها اكثر من مرة ويمكن نسخها وارسالها
لاشخاص عدة بدون اى تعديل يتناسب وشخصية كل واحد منهم ..تكاد تختفى اللهفة والترقب
من حياتنا .
السلام عليكم
ردحذفصديقتى احببت جدا علاقتك الحميمة بينك وبين الرسائل لدرجة انى فكرة وانا اقرا تدوينتك هذه بان ابعت لك رسالة ولتكن الاولى
ابدعتى
مى
لطالما رادوتني فكرة تبادل الرسائل منذ زمن طووويل
ردحذفلعلي احب التمتع بالانتظار والترقب لما لهما من اثر ع النفس اتلذذ به
بين الشوق ولهفة والانتظار والترقب وبين مطالعة الوقت وحساب الساعات ومضى الايام
تاريخك حافل بها وهذا امر جميل فهي تؤرخ مناسبات ومشاعر واشياء اخرى قد نحب تذكرها وقد لا نحب
بالنسبة لى لا ليس لى الا هذه الفترة التى اعتبرها فترة مميزة ع صعيدي الشخصى
تبادل الرسائل الالكترونية هذا ما حظيت به اما الورقية فلا لربما ف القريب
تتحقق هذه الامنية المدفونة ولا ادري ع يد من ستكون؟؟
منذ زمن ادكر ان وصلت رسالة لوالدتي كنت دائما اتطلع لها فقد كانت لقريبة وصديقة تعز عليها كثيرا زد ع ذلك نوع الورق والخط الرائع
كانت الورقة اشبه بالشفافة ناعمة والخط بحبر اسود جميل اشبه بالحبر السائل
كانت رسالة مليئة بالحزن والالم فقد كانت ع فراش المرض
كنت اري ملامح والدتي متجهمة كلما سقطت هذه الرسالة بين يديها حتي في يوم من الايام مزقتها
اتدري اعلم انها كلما رائتها تدكرها فلم تحتمل مزقتها لتذهب كما ذهبت صديقتها !!!
لو كنت مكانها لكنت حافظت عليها بصندوقي لتذكر الالم وادرف الدموع
احب الذكريات المحفورة المكتوبة
لطالما احببت ان اكتب رسائل لاشخاص تاهت عنى عناوينهم وتاه عنهم عنوانى
لطالما اردت اكتب رسائل لوالدي وان اعلم انها لن ولن تصله ابدا
وتبقي هناك رسائل تاهت عن عناوينها
ورسائل سقطت بعيدا عنا
ورسائل امتنعت عن الوصول ورسائل استقرت بوجداننا
ابدعت اديث في وصف اللحظات لاولي لقراءءة الرسالة
تبدا لحظاتي الاولي ف تجربتي الاولى
بفتح ايميلي
ابتسامة خيفية ومن ثم ابتسامة اطووول علامة وصول ايميل جديد وان كان هناك ايميل مغاير فتتلاشى الابتسامة بسرعة بينما العكس يكون ابتسامة ببطئ
بداية قراءة سريعة من ثم ابدا بتتبع التفاصيل حرفيا كلمة كلمة جملة جملة
ويبدا وقت التفاعل فى الرد
قد لم افلح ف وصف اللحظات بدقة كما فعلت وارتون
وقد اصفها بدقة اكثر تفصيلا ف وقت لاحق
ولكن اظن اني نفسي يكون ليس كالمعتاد كل شئ يتغير عند قراءتي لتلك الرسائل
وف اوقات الفراغ والترقب اعيد قراءة الرسائل السابقة واتمعن فيها مجددا
هذا ما فعلته بى الرسائل
احساس وشعور جديد ..... جميل.....رائع....
دمتى محيطى الهادى .. الثائر... الراقى
:)
من ذلك الوم و انا انتطر تلك الرسالة مع اني اعرف انها سوف لن تصل و لكن سأنتظرها...
ردحذففى زمن أخر كتبت إلى عبد الناصر رسالة ، كنت فى المرحلة الإعدادية ، و يبدو أن الرسالة وصلته لان الرد وصلني ، طبعا من رد هو المكتب أو القلم أو أمين مكتبه لا يوجد فرق ، و لكن بالنسبة لي وصول الرسالة و الرد عليها كان فيها شئ خصوصي و فردى ، خصوصا أن الرد جاء عن طريق ساعي البريد ، و لعل هذا شكل جانبا من حياتي ، و لعله من الناحية الأخرى كان حلما . و من ناحية الواقع ألان ، هل لدينا خدمات بريدية ، هل لدينا سعاة بريد ، و هل لدينا عناوين للشوارع ؟ طبعا هناك فقط صناديق البريد المؤجرة فى مكاتب البريد . و تبقى الرسالة رمز و معنى .
ردحذف