الخميس، 3 مايو 2012

متحف الاثار الغارقة فى الاسكندرية





بدأت فكرة التوجه إلى إنشاء متحف لعرض القطع الأثرية الغارقة التى عثر عليها تحت مياه البحر، خاصة منطقة الميناء الشرقى وخليج أبوقير وشرق قلعة قايتباى- تراود العديد من مسؤولى المجلس الأعلى للآثار، وعلى رأسهم الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس وجموع الأثريين فى مصر، لكن هذه الفكرة التى يزيد عمرها على 15 عاماً أخذت تغرق فى بحر من الغموض وارتفاع التكلفة الإجمالية لها التى تتعدى 150 مليون يورو على أقل تقدير، حسبما قالت مصادر أثرية مطلعة، فيما أكد البعض الآخر أهمية هذا المتحف خاصة فى إحياء الحركة السياحية للمدينة، حيث إن الإسكندرية لا تحظى باهتمام سياحى يعبر عن كونها العاصمة الثانية.

في أوائل سبتمبر عام 2008 أعلن اليونسكو أنه سيتم تمويل فريق من الباحثين لتحديد ما إذا كان مثل هذا المتحف سيمثل للقطع الأثرية المغمورة أى الضرر.

بينما بدأت منظمة اليونسكو إجراء اتصالاتها بالدوائر الثقافية العالمية لبدء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء متحف الآثار الغارقة بالإسكندرية‏،‏ انتهي المعماري العالمي الفرنسي جاك روجيريه من وضع التصميمات الهندسية للمتحف‏، فيما يعد ثورة معمارية وتحفة فنية‏ وطبقا للتصميمات سيكون المتحف في مواجهة مكتبة الإسكندرية‏،‏ ويضم أربعة أبراج تمثل الاتجاهات الأربعة تتوسطها قبة زجاجية ضخمة تمثل مكتبة الإسكندرية القديمة‏، في حين أن الأبراج الأربعة تماثل شكل فنار الإسكندرية القديم‏، الذي انهار مع المكتبة في المكان نفسه بعد زلزال عنيف‏.‏

المعماري جاك روجيريه يؤكد أن زائر المتحف سيشاهد ما تم انتشاله فعلا من آثار قبل أن ينتقل عبر أنفاق من الفيبرجلاس تربط بين المعروض فوق الأرض‏،‏ والآثار الغارقة في موقعها الحقيقي،‏ وأنه لن يكون مجرد متحف‏، بل إحياء لمدينة كاملة تضم قصر كليوباترا‏، والعديد من الآثار الرائعة‏ روجيريه قال لمجلة ناشيونال جيوجرافيك‏:‏ زوار المتحف سينتقلون خلال أنفاق الفيبرجلاس،‏ التي يعبرون من خلالها من التاريخ الحديث إلي التاريخ القديم في تجربة تعادل تجوال رائد الفضاء في الفضاء الخارجي‏.‏

وقد بدأت لجنة من الأمم المتحدة التخطيط لتوفير الأموال اللازمة لبناء المتحف في مواجهة مكتبة الإسكندرية‏.‏

إذا تم بناء هذا المتحف ، فسيتم عرض الكنوز والآثار من الخاصة بهذا القصر، والذي وقف يوماُ ما على الشاطئ على واحد من أكبر الخلجان من صنع الإنسان في العالم ، والذى غمرته المياه الناتجة من موجات تسونامى من الزلازل بالقرن الرابع الميلادي.

وهذا الخليج مليئ بالكنوز الأثرية الغارقة. حيث عثر الغواصين من علماء الآثار في التسعينات على الآلاف من القطع : 26 تمثال لأبو الهول وتماثيل تحمل قرابين للآلهة ، وكتل يصل وزنها إلى 56 طنا ، وحتى وجدوا أثاراُ رومانية وحطام السفن اليونانية.

الكنز الغارق

والمتحف المقترح سيشمل قطع يعتقد انها من فاروس منارة الإسكندرية ، واحدة من عجائب الدنيا السبع من العالم القديم.

وحدد علماء الآثار أكثر من 2000 قطعة مغمورة في منطقة الخليج حيث يعتقد ان المنارة وقفت هما يوماُ ما.

وقال نجيب أمين ، خبير إدارة الموقع من المجلس الأعلى للآثار في مصر. "ثروتنا الأثرية فى هذا المكان رائعا للغاية، أقدم الأثار لمدينة الإسكندرية القديمة بأكملها ترقد تحت الماء ، على بعد أمتار قليلة من الشاطئ."

وسيعرض المتحف المقترح على حد سواء على الشاطئ وتحت الماء. والقصد من ذلك الطبيعة المزدوجة هو خلق تجربة المتحف التقليدي بينما يسمح للزوار أيضا مشاهدة التحف على حالتها وهى غارقة، "عندما تذهب إلى موقع أثري ، فأنك تجد لديك تلك العاطفة التى لا يمكنك الاستغناء عنه. انها ليست مثل الذهاب لمشاهدة فيلم" قال ذلك جاك روجيريه ( Jacques Rougerie ) المعمارى الفرنسى ورئيس لجنة دراسة الجدوى.


نقلا عن موقع بنُاة 

هناك تعليق واحد: