رواية
تلميذ بابنبيرج للروائى الالمانى هاينريش شبورل تدور أحداثها حول د.هانر
فايفر الكاتب المعروف الذى أتم تعليمه على يد مدرس خاص ، ولم يذهب للمدرسة
فى المرحلة الثانوية ، ماجعله حزين لايفهم مايقوله أصدقائه عن ذكرياتهم
ومقالبهم فى المدرسة ، وتبدأ الرواية باجتماع لفايفر مع أصدقائه بمدينة
برلين الالمانية بعد رجوعهم من جنازة أحد مدرسيهم أيام الثانوية فيدور
الحديث حول نبيذ ملقط الجمر (هونوع من الشراب الى يتناول بهيئة معينة ) عن
مقالب ومواقف مضحكة قام بها اصدقاء فايفر فى المدرسة ، مايجعل فايفر يشعر
بالكثير من الحزن يدفع بأحدهم لاقتراح أن يلتحق فايفر بالمدرسة الثانوية من
جديد فى مدينة بابنبيرج الصغيرة حيث لايتعرف عليه أحد من سكانها ، وينجح
فايفر فى الالتحاق بمدرسة بابنبيرج الثانوية مرتديا ً زى التلميذ ، ليصبح
بطل لمواقف مضحكة ، ومقالب طريفة يقود طلاب المدرسة اليها ، ينتهى السرد
القصصى الى اكتشافنا بعدم وجود مدينة تحمل اسم بابنبيرج ، وبأن فايفر لم
يذهب الى هناك ، ولم يغادر برلين ، وبأن الاحداث التى جرت مجرد حلم أراد من
خلاله الروائى ان يسترجع ماض جميل يشعر بكثير من الحنين إليه ، حيث قدم
لنا الروائى شبورل مدينة بابنبيرج فى صورة المدينة الصغيرة الجميلة التى
تمثل مدن الريف بكل مافيه من براءة وجمال بعيدة عن التلوث العصرى ، (لاتفوح
هنا رائحة الآسلفت والبنزين ، غير أن هنالك الكثير جدا ً من الجياد، وهناك
أكثر منها من العصافير ، التى عُهد إليها بتقنية حجارة الشارع الكروية ،
وفضلا ً عن ذلك كان الكثيرون يقودون الدراجات بصورة تستلفت الانتباه ) .
كما يجعلنا نحب سكانها الريفيين البسطاء الودودين الذين يشكلون عائلة واحدة فمعظمهم يحمل اسما ً مشتركا ً ، كما أن أبنيتها يفوح منها عبق عالم قديم رومانسي ، بالاضافة الى الشخصيات التى تلعب دور فى احداث الرواية ، فهناك المدير الصارم صاحب التفكير الجامد الناظر( كناور) و( ايفا) ابنة الناظر النموذج المثالى لفتاة الثانوية الرومانسية الحالمة والبريئة ، وهناك شخصية التلميذ المثالى ( لوك الصغير) صاحب التكوين الجسدى الضئيل والضعيف أمام طلاب المدرسة المشاكسين ، الضحية المثالية للسخرية وللمضايقات على أيدى باقى زملائه بالفصل ، وهناك شخصية السيدة (فيندشايد) صاحبة بيت عتيق سيأجر فايفر غرفة ليقيم بها طوال فترة بقائه بالمدينة ، حيث ستمارس السيدة (فيندشايد) دور الرعاية الأمومية فتضع لائحة بمايجب على فايفر ان يأكله ومالايجب أكله ، وتطهو له الوجبات ، وتقدم نصائحها عن رفقاء السوء ، وتصبح نصيرته فى تقديم أعذار لناظر فى حال تأخر عن الحضور او تغيب عن الدروس أو لم ينجز واجباته ، من خلال تطورات أحداث الرواية والسرد الشيق سنلمس عمق التحولات على شخصية فايفر ابن المدن العصرية الكبيرة ، فهو يتحول الى تناول أطعمة ومشروبات صحية بدل من تلك التى اعتادها ببرلين ، ثم يتخلص من عادة السهر ، ويبدأ بالاستمتاع بالاستيقاظ فى ساعات الصباح الباكر رغم ماوجده من صعوبة كبيرة فى بداية انتقاله الى بابنبيرج ، ولكى يستكمل الروائى الصورة المثالية لعالم بابنبيرج فهو يجعل مدرسة البنات الثانوية ملاصق لسور مدرسة اولاد الثانوية ، وبقيام علاقة رومانسية بين تلميذى الثانوية فايفر وايفا .
لاتخلو الرواية من مقالب طريفة ومواقف مضحكة لا يظهر التقليد فى أى منها ، تجعل من يقرأها يضحك بصوت مرتفع خصوصا مع الترجمة الجيدة للاستاذ سيد أحمد فتح الله الذى بذل جهد كبير لتقريب أجواء الرواية والأدب الالمانى بتوفير مقدمة جيدة ، وشروحات لم تخلو منها صفحات الرواية لوضع القارىء فى الأجواء التى تدور فيها الاحداث ، كانت شخصية السيدة (فيندشايد) من اكثر الشخصيات التى احببتها فى الرواية ، بالاضافة لتعاطفى مع لوك الصغير .
تم تحويل الرواية إلى فيلم عُرض عام 1944 حصلت على نسخة من اليوتيوب ، مما يؤسف له فى أدبنا العربى لايوجد من يكتب عن عالم المدرسة والتلاميذ فى حين يتوفر فى الآداب الغربية (الالمانية ، والايطالية ، والانجليزية ) الكثير من الروايات الممتعة والغنية بالقيم والدروس التى تساعد فى تربية النشء وتمنح القراء أجواء ممتعة يفتقدونها بعد تركهم لمقاعد الدراسة .
هذه الرواية تصلح للقراءة فى اوقات الانتظار بالعيادات اوصالات المطارات وفى أثناء قضاء الاجازة على شاطىء البحر.
كما يجعلنا نحب سكانها الريفيين البسطاء الودودين الذين يشكلون عائلة واحدة فمعظمهم يحمل اسما ً مشتركا ً ، كما أن أبنيتها يفوح منها عبق عالم قديم رومانسي ، بالاضافة الى الشخصيات التى تلعب دور فى احداث الرواية ، فهناك المدير الصارم صاحب التفكير الجامد الناظر( كناور) و( ايفا) ابنة الناظر النموذج المثالى لفتاة الثانوية الرومانسية الحالمة والبريئة ، وهناك شخصية التلميذ المثالى ( لوك الصغير) صاحب التكوين الجسدى الضئيل والضعيف أمام طلاب المدرسة المشاكسين ، الضحية المثالية للسخرية وللمضايقات على أيدى باقى زملائه بالفصل ، وهناك شخصية السيدة (فيندشايد) صاحبة بيت عتيق سيأجر فايفر غرفة ليقيم بها طوال فترة بقائه بالمدينة ، حيث ستمارس السيدة (فيندشايد) دور الرعاية الأمومية فتضع لائحة بمايجب على فايفر ان يأكله ومالايجب أكله ، وتطهو له الوجبات ، وتقدم نصائحها عن رفقاء السوء ، وتصبح نصيرته فى تقديم أعذار لناظر فى حال تأخر عن الحضور او تغيب عن الدروس أو لم ينجز واجباته ، من خلال تطورات أحداث الرواية والسرد الشيق سنلمس عمق التحولات على شخصية فايفر ابن المدن العصرية الكبيرة ، فهو يتحول الى تناول أطعمة ومشروبات صحية بدل من تلك التى اعتادها ببرلين ، ثم يتخلص من عادة السهر ، ويبدأ بالاستمتاع بالاستيقاظ فى ساعات الصباح الباكر رغم ماوجده من صعوبة كبيرة فى بداية انتقاله الى بابنبيرج ، ولكى يستكمل الروائى الصورة المثالية لعالم بابنبيرج فهو يجعل مدرسة البنات الثانوية ملاصق لسور مدرسة اولاد الثانوية ، وبقيام علاقة رومانسية بين تلميذى الثانوية فايفر وايفا .
لاتخلو الرواية من مقالب طريفة ومواقف مضحكة لا يظهر التقليد فى أى منها ، تجعل من يقرأها يضحك بصوت مرتفع خصوصا مع الترجمة الجيدة للاستاذ سيد أحمد فتح الله الذى بذل جهد كبير لتقريب أجواء الرواية والأدب الالمانى بتوفير مقدمة جيدة ، وشروحات لم تخلو منها صفحات الرواية لوضع القارىء فى الأجواء التى تدور فيها الاحداث ، كانت شخصية السيدة (فيندشايد) من اكثر الشخصيات التى احببتها فى الرواية ، بالاضافة لتعاطفى مع لوك الصغير .
تم تحويل الرواية إلى فيلم عُرض عام 1944 حصلت على نسخة من اليوتيوب ، مما يؤسف له فى أدبنا العربى لايوجد من يكتب عن عالم المدرسة والتلاميذ فى حين يتوفر فى الآداب الغربية (الالمانية ، والايطالية ، والانجليزية ) الكثير من الروايات الممتعة والغنية بالقيم والدروس التى تساعد فى تربية النشء وتمنح القراء أجواء ممتعة يفتقدونها بعد تركهم لمقاعد الدراسة .
هذه الرواية تصلح للقراءة فى اوقات الانتظار بالعيادات اوصالات المطارات وفى أثناء قضاء الاجازة على شاطىء البحر.
الجزء
المعروض هنا من الفيلم يخص مقلب لوك الصغير الذى حاول اثبات وجوده وسط
الطلاب المشاغبين ، فهو يقوم بوضع لافتة كتب عليها (لأسباب تتعلق ببعض
التعديلات فى البناء تبقى المدرسة اليوم مغلقة ) ولاسعادة تفوق حصول طلاب
الثانوية على يوم عطلة مدرسية غير متوقع ..لوك الصغير الذى حاول أن يحظى
باحترام زملاءه الطلاب المشاكسين وتوقع أن ينال عقوبة من المدرسة بسبب
فعلته تمنحه شهرة فى المدينة الصغيرة كسمعة فايفر المشاغب ، لاحصل على
مراده إذ يقرر مجلس أدارة المدرسة تجاهل ماحدث لكى لايقلل الطلاب من هيبة
الناظر وتحاشيا للمشاكل مع الادارة التعليمية بالولاية.
مبزة مثل هذه الروايات تشع في انفسنا روح الحياة من جديد .. رائع ايناس :(
ردحذف