تدور الرواية حول
امرأة من الطبقة الوسطى المصرية تحمل اسم غير مألوف هو ذات ، ليصبح اسم للرواية
نفسها ، حيث يصور صنع الله حياة ذات خلال عقد السبعينات والثمانينات من القرن
الماضى ، فذات ولدت فى عهد عبدالناصر ، وعاشت شبابها وتزوجت فى عهد السادات وأصبحت
امرأة ناضجة فى عهد مبارك ، ومن خلال استعراض حياة امرأة عادية ليس في شخصيتها شىء
ملفت للانتباه ، تعيش حياتها الغارقة فى الملل والرتابة ، لتكون حكاية (ذات) هى
حكاية غيرها من ملايين المصريين الذين عايشوا حقبة الانفتاح في عهد السادات ومن بعده
مبارك،وما رافقها من تدهور للظروف المعيشية،وصعود للتعصب الديني.وتعرضهم للقمع
والترهيب و النصب والاحتيال واستفحال الفساد على نحو مخيف ، و تحول بلادهم من قوة إقليمية
مؤثرة بالمنطقة إلى مجرد بلد فاقد لاستقلاله يتسول الفتات من عدو الامس (الولايات
المتحدة الامريكية) .
استخدم
صنع الله إبراهيم في نصه الروائي مجموعة كبيرة من الاخبار المنشورة فى الصحف
(الحكومية و المعارضة ) جاعلا منها تتقاطع مع مسار حياة (ذات) الموظفة فى ارشيف
أحدى الصحف الحكومية ، هذه الحيلة الذكية ساعدت القارىء على التعرف على الجو العام
الذى عاشته مصر فى تلك السنوات دون أن يثقل متن النص الروائى بتلك الأحداث العامة
.
وقد
وضع الناشر تنويه على الغلاف الخلفى للرواية يوضح فيه أن الوقائع الواردة فى بعض
الفصول والمنقولة عن الصحف المصرية الحكومية والمعارضة لم يقصد بإعادة نشرها تأكيد
صحتها او العكس وإنما قصد به المؤلف أن يضع القارىء فى الجو العام الذى أحاط
بمصائر شخصياته وأثر فى مسار حياتهم وقراراتهم .
استعمل
الروائى أسلوب سلسا ً حتى ليجعل القارىء يشعر بأنه يشاهد فيلم منه لرواية ، وتحمل
الكثير من المشاهد العبثية الطريفة كمحاولة (ذات) تصحيح بعض التصرفات من عنف جارهم
الشنقيطى ضد زوجته سميحة ، أو الابلاغ عن علبة زيتون منتهية الصلاحية تحمل القارىء
فى رحلة شاقة ومرهقة وطويلة فى أروقة مراكز الشرطة و مكاتب وزارة الصحة والمؤسسات
الحكومية الاخرى لتنتهى تلك المحاولة الى الفشل والتوقف عن تكرار المحاولة المرهقة .
صدرت
رواية (ذات) للروائى المصرى صنع الله ابراهيم فى العام 1992 ،الرواية ممتعة وتستحق القراءة ، واسلوب صنع الله سلس وجذاب .
تحولت الرواية الى مسلسل عُرض فى شهر رمضان للعام 2013
حمل اسم "بنت اسمها ذات" من
إخراج كاملة أبو ذكري وسيناريو وحوار مريم ناعوم، وبطولة :نيللى كريم ، وباسم سمرة
، أجرت كاتبة السيناريو تعديلا على احداث الرواية حيث جعلت المسلسل يغطى تاريخ مصر
من 1952 حتى ثورة يناير 2011 ، فى حين توقفت الرواية عند نهاية الثمانينات وبدايات التسعينات.
كانت أول تجاربي مع صنع الله إبراهيم ، تحمل الرواية ايضاً نقداً للسياسة والفساد الذي التهم مصر في عهد السادات ومبارك .ما كتبتيه يُعد تعريفاً جميلاً برواية رائعة
ردحذفلم أقرأ الروايه,ولكن شاهدت المسلسل,يكفي أن يركز المشاهد علي مظهر مدخل العماره في كل عهد,حتي يدرك حجم المأساه التي وصلت اليها مصر,واكثر ما أزعجني في المسلسل هو أن ابنة ذات الكبري أختارت طريق والدتها ,طريق المشي جنب الحيط...
ردحذفذات هي العمل الأفضل لصنع الله إبراهيم في رأيي...أحب هذه الرواية كثيرا...نجح المسلسل في عرضه للرواية باستثناء الحلقات العشرة الأخيرة التي كانت بمثابة استكمال للرواية فهي لم تكن على مستوى الخط الدرامي الرئيسي في الحلقات السابقة وتحول الحوار إلى لغة خطابية مما أفقد الشخصيات تلقائيتها...تحياتي وتقديري يا إناس دوما...
ردحذف