كتاب (حياة النساء في اليمن، حكايا صديقتي فرانس هوس)
للطبيبة الفرنسية "كلودي فايان" يسلط الضوء على المرأة اليمنية في فترة زمنية
محددة تبدأ من منتصف الستينات وتنتهي أوائل السبعينيات، والكتاب هو عبارة عن حوارات
أجرتها "فايان مع فرانس هوس" وهي فرنسية تعرفت في شبابها على مهاجر يمني
تزوجته ثم اعتنقت الاسلام وغيرت اسمها إلى "نجيبة" و استقرت في اليمن منذ 1948 كمترجمة وممرضة، و
قد عملت كمساعدة للطبيبة "كلودي فايان" أثناء اقامتها وعملها باليمن ، وكانت
الطبيبة "فايان" نشرت هذه الحوارات ضمن كتاب بعنوان (حكايات نجيبة) فى
العام 1967 ، وتقول الطبيبة " كلودي فايان" فى مقدمة الكتاب حول الممرضة
"فرانس/نجيبة" :"..كانت
بالنسبة إلى مساعدة رائعة أثناء عملي كطبيبة فى المستشفى فى صنعاء أو كباحثة
أنثروبيولوجية فى المتحف الوطني فى صنعاء " .
قام المترجم
اليمني "بشير زندال" الأكاديمي من جامعة ذمار بترجمته إلى العربية عام
2010 بعنوان (حياة النساء في اليمن: حكايات صديقتي فرانس هوس).
***
اعتمدت المؤلفة في تأليف الكتاب على ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى: هي الفترة من 1965 إلى 1969 خلال زيارة كلودي
فايان الثانية لليمن، التقت فيها فرانس هوس التي دعت النساء إلى بيتها وقامت هي وكلودي
فايان بإجراء حوارات غير مباشرة مع هذه النسوة وقد ترجمت فرانس هوس كل الحوارات وأضافت
الكثير من الحكايات التي عاشتها مع مريضات في المستشفى أو نساء تعرفت عليهن عن قرب.
المرحلة الثانية: عام 1979، أوردت كلودي فايان حوارا مع فرانس
هوس حول وضع المرأة لأنها تعيش في اليمن منذ 1948، وقد عاشت التغيرات التي شهدها وضع
المرأة.
المرحلة الثالثة: عام 1989 أوردت كلوي فايان ملخصا لنتيجة
كل جهود الحكومة اليمنية منذ نهاية الحرب الاهلية في اليمن عام 1979 لتحسين وضع المرأة
فيما كان يعرف حينذاك باليمن الشمالي.
***
استطاعت
معها الطبيبة "كلودي فايان" تدوين مائتي شهادة شفهية من خلال استقبال النساء
في منزل "فرانس هوس" ، تضمنت تلك الشهادات حكايات فى غاية البؤس والألم
، وقد أوردت الباحثة "فايان" نتائج إحصاءات لحالات الزواج المبكر في قبيلة
حاشد بصنعاء في عامي 1969 – 1970 ، ثم تسجل "كلودي " حكايات لنساء تزوجن
فى سن مبكر عرفتهن الممرضة "فرانس/نجيبة" ونقلت تلك الحكايات لكلودي،
كما أدرجت الباحثة كلودي حكايات تجارب مختلفة لنساء يمنيات من اعمار مختلفة عشن
تجربة الضرائر والمطلقات .لطبيبة كلودي فايان فى صنعاء العام 1951 |
فى الفصل الرابع
الذى حمل عناون (الانتحار) تروي نجيبة لكلودي فايان تجربتها مع مهيوب زوجها الذى
عجزت عن منحه الأولاد فدفعته للزواج من امرأة اخري وبررت ذلك قائلة ً :" كنت
أعلم أن الرجل لم يكن سعيدا بدون أطفال، وهكذا بعد أربع سنوات من الانتظار قلت له بأن
يتخذ زوجة أخرى" ، ولكنها لم تستطع احتمال فكرة وجود زوجة ثانية فى حياة
مهيوب فقررت الأقامة بالمستشفى، ولكن زواج مهيوب الجديد لم ينجح فتم الطلاق ،وقد أنجبت
الزوجة طفلة لم تعش طويلا حيث لم تكن والدتها تهتم بنظافتها وتغذيتها ، ثم تزوج
للمرة الثالث من امرأة تبين لاحقا ً بأنها لصة تسرق من بيت مهيوب وبيوت الجيران
انتهى بها الامر للسجن ثم الانتحار ، واكتفي مهيوب بالبقاء مع زوجته "نجيبة
" دون اولاد .
وتحت عنوان (حب ورحمـــة ) تضمن الفصل الخامس من الكتاب حكايات
خمس نساء مختلفات، عرف الحب والرحمة الطريق إلى حياتهن ليخفف عنهن قسوة الايام.
وقد حرصت الطبيبة "كلودي" فى هذا الكتاب على
نقل حكايات محلية كما ورد ذكره على لسان "فرانس/ نجيبة" حول العين
الخبيثة والمس الشيطاني دون أن تعلق على ماأوردته فى الكتاب احتراما ً لراوية هذا
الكتاب .
إذ تتحدث نجيبة "لكلوديا فايان" عن اعتقاد شعبي
وهو ما يعرف بالعين في الثقافة الشعبية، وهذا الاعتقاد انتقل إلى الفرنسية نجيبة (فرانس
هوس) حيث تحكي عن تجربة مرت بها، تتحدث نجيبة في هذا الفصل عن (نورا) و (فاطمة) التي
كان بها مس شيطاني .
من اليمين الطبيبة كلودي و فرانس أو نجيبة وزوجها مهيوب |
كما تتحدث "فرانس/نجيبة" فى الكتاب عن اجتهاد الفتيات
اليمنيات وحرصهن على التحصيل العلمي ، وذلك حسب رأيها : " .. إن أحد الأسباب التي
دفعت الفتيات الصغيرات للاجتهاد في الدراسة هو رؤية أمهاتهن يعشن بالطريقة التقليدية
" ، وتضع فى اخر الكتاب ارقام واحصاءات حول التعليم والعمل للمرأة اليمنية
اعتمادا ً على ندوة حول (وضع المرأة فى الجمهورية العربية اليمنية) اقُيمت فى
جامعة صنعاء – تحت رعاية وزارة الشئون الاجتماعية بالتعاون مع اليونسكو فى العام
1989.
كتاب (حياة النساء في اليمن ) مفيد ومهمة لمن يرغب فى
التعرف على تاريخ المرأة فى اليمن وبمنطقة جنوب شبه جزيرة العرب ، إذ تسلط الضوء
على العادات والتقاليد والأفكار حول مكانة المرأة وحقوقها باليمن ، والتغيرات التى
طرأت على المجتمع اليمني خلال ثلاث عقود ، بأسلوب سلس ، محاولة الباحثة إلا تتدخل
فى تفسير او شرح ماكانت ترويه "فرانس/هوس" إلا بهدف تيسير ايصال
المعلومة للقارىء الغربي ، الغريب عن البيئة اليمنية .
***
مؤلفة الكتاب هى الفرنسية كلودي فايان (1912-2002) طبيبة
وعالمة أنثروبولوجية قدمت فى العام 1951 إلى صنعاء بناء على دعوة تلقتها من الأمام
حاكم اليمن، لتمارس الطب فى صنعاء وضواحيها لمدة 18 شهرا وقد أغُرمت بالحياة فى
اليمن مادفعها لتألف كتاب حول تجربة العيش باليمن نُشر فى العام 1955 محققة ً
مبيعات كبيرة فى اوربا ،و جاذبة الأنظار لتاريخ وتراث اليمن وقضايا المرأة اليمنية
، ثم تمت ترجمته للعربية تحت عنوان (كنت طبيبة فى اليمن) ، كما اصدرت كتب أخري حول
اليمن الذى زارته مرات كثيرة ، فى العام 1990 تم منحها الجنسية اليمنية بقرار جمهوري
من الرئيس اليمني .
الكتاب متوفر إلكترونيا؟
ردحذفيعطيك ألف عافية صديقتي على مجهوداتك الجميلة، دايما استفيد مما تنشرينه
ردحذفيتوفر رابط الالكتروني للكتاب فى صفحته بموقع القدودريدز عزيزتي ألهام ..شكرا لكِ الكلام اللطيف ولمروركِ ...مع محبتي
ردحذفشكرا جزيلا، سأحمله فورا :)
ردحذفما لقيته الكتروني ><
ردحذف