الأحلام
هي خميرة الواقع
الوردة
الضائعة لروائى التركى "سردار أوزكان " هى رواية حول اكتشاف الذات ، و الحب ، و العلاقات ، وأهمية الأحلام والآمال في
هذه الأزمنة الحديثه المشغولة المستعجلة.
تدور حول تجربة ديانا الفتاة البرازيلية الثرية الناجحة
والمحبوبة ، التى تفقد والدتها التى تحبها كثيرا ، وتظل تكافح أحزانها بعد رحيلها
، و تتضاعف آلامها واحزانها بعد قراءة ديانا لرسالة والدتها تخبرها فيها عن وجود
تؤم لها تحمل اسم ماريا ، توصيها بضرورة البحث عنها ، و تترك لها مجموعة من
الرسائل التى تستدل من خلالها على كيفية العثور على اختها الضائعة ، تلك الاخت
التى تجيد الحديث مع الورود تماما كبطل كتاب الروائى الفرنسي إكزوبيري في "الأمير
الصغير " .
أثناء انشغالها بالتفكير فى قرار حول ان تقدم على البحث
عن ماريا او تتجاهل وصية والدتها الأخيرة ، تلتقى فى نزهاتها اليومية المسائية بحديقة
تقع على شاطىء البحر بمتسول يمارس قراءة
الطالع عبر التحديق مطولا بملامح الوجه ، كما تتعرف على رسام ينتمى لأسرة تتمتع
بوضع مادى مرتفع ، كان طالب بهارفرد ترك دراسة الاقتصاد ليكرس حياته ووقته للرسم ،
رغم أنه يكتفى برسم مشهد وحيد متكرر فى كل لوحاته المنصوبة على جانب الطريق .
بعد تردد قصير واحاديثها مع قارىء الطالع و الفنان تحزم
امرها وتقرر البحث عن ماريا التؤم الضائع ، فتجد ديانا نفسها فى الطريق إلى
اسطنبول باحثة عن زينب هانم صاحبة دار ضيافة و حديقة ورود بالقرب من قصر أورتكوى ،
كى تخبرها عن كيفية العثور على ماريا التى بحسب رسائل والدتها سبق لها الحضور الى
هذا المكان قبل سنوات طويلة ، و تخبرها زينب هانم بأنها تتوقع وصول ماريا فى أى
وقت ولكن لاتمانع فى بقاء ديانا بضيافتها حتى تصل اختها التؤم ، كما تعرض عليها
فكرة تعليمها كيف تستمع للورود .
تدور أحداث بين ريو دي جانيرو في البرازيل، إسطنبول فى
تركيا ، وتبتدء الرواية بوصف مركز لروح مدينة أفسس التركية التى تعود إلى عصور
قديمة ، حينما كانت المدينة مركز لعبادة الآلهة ديانا ، حيث تتحول المدينة الى رمز
عن ثنائية الجسد والروح ، عن الغرور والتواضع ، مازجا ً بين ديانا العصرية وديانا
الالهة المغرورة البعيدة عن التواضع ، بالمقابل تظهر ماريا شديدة الشبه بتواضع
وروحانية السيدة مريم فى العصور المسيحية فيما بعد، دون ان تتحول الرمزية والمقارنة
بين الروحين والعالمين الى مواعظ تثقل على القارىء .
بالمقابل تتضمن الرواية حكايات تراثية قديمة كانت من ضمن
مغامرات وحكايات شخصية طريفة هو "نصر الدین جحا" ، ترويها زينب هانم
لديانا فى الأيام الأربعة لتعلم الاستماع للورود ، محاولة ايصال رسائل فلسفية ذات
نفحات صوفية لديانا القادمة من حياة مغرقة فى ماديتها وتعلقها بالمظاهر.
استخدم
أوزكان اليوميات والمذكرات كتقنيات سردية
تنتمى للطريقة الكلاسيكية فى فن الرواية مما افقد الرواية الحيوية لم تضفى أى تشويق
المطلوب فى مثل هذا النوع من الحكايات ، وان كنت اعترف أن النهاية جاءت مفاجأة
نوعا ما .
رواية
"الوردة الضائعة " من ترجمة أنطوان
باسيل وإصدار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر نفس دار النشر التى تولت ترجمة ونشر
اعمال الروائى البرازيلى الشهير باولو كويلو ، ربما هذا ماجعل دار النشر تضع تنويه
على الغلاف الخلفى لرواية الورد الضائعة
بأنها لاتقل أهمية عن روايتى "الخيميائى و الأمير الصغير" فكلا العملين
الأدبيين يدوران حول شخص يخوض تجربة روحية لها طابع فلسفى ، استعمال دار النشر
لهذين العملين اللذين حققا شهرة كبيرة فى وقت النشر قبل عقود عدة لرواية الأمير
الصغير والشهرة الرواج الكبير للخيميائى فى السنوات الماضية ، كان وراء خيبة أمل
قراء كثر لم يعجبهم المقارنة التى لم تأتى فى صالح الوردة الضائعة ، إذ بدت أقل
تشويق او تفتقد لشىء من نضج الفلسفى عند الأمير الصغير، وروحانية الخيميائى .
و لد سردار
أوزكان في تركيا عام 1975 ، تابع دراسته في
التسويق و علم النفس في جامعة ليهاي في بنسلفانيا بالولايات المتحدة ، ثم عاد إلى تركيا
حيث أكمل دراسة علم النفس في جامعة بوسفور اسطنبول ، وقد تفرغ منذ العام 2002 م
للكتابة الروائية ، وتعتبر رواية "الوردة الضائعة " عمله الروائى الأول
، لاقت استحسان النقاد والقراء فى العالم حيث تمت ترجمتها الى 25 لغة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق