الأربعاء، 1 يوليو 2015

مشاهدات خريج المدارس الأجنبية ..

يتناول هذا الكتاب تجربة شخصية لطالب كويتى فى المدارس الأجنبية فى دولة الكويت فى الفترة مابين عام 1988 إلى 2001 ، ويقصد بالمدارس الأجنبية تلك التابعة للسفارات الأجنبية فى بلده كالمدرسة الفرنسية و الأمريكية والبريطانية ، الكتاب مقسم إلى فصلين فقط ، حمل الفصل الأول عنوان:كان ياماكان فى قديم الزمان ، والفصل الثانى حمل عنوان:كتاباتى المنشورة فى المجلات الإسلامية .

فى الفصل الأول يتناول الأنشطة الرياضية و الفنية والمناسبات والاحتفالات التى كانت تُعقد داخل المدرسة ، حيث يروى تفاصيل حفلات صاخبة، ورحلات مختلطة ، واحتفالات لمناسبات قومية تخص دول أجنبية تدير تلك المدارس .

قام بتقسيم الفصل الى مقالات حملت كلا منها عناوين للحفلات أو المناسبات التى جرى الاحتفال بها فى المدرسة ، كيوم الفالنتين و حفلة راقصة بمناسبة التخرج ، وعن منتخب السباحة المشترك بين الاولاد والبنات بالمدرسة ، ويوم الهالوين ، عيد الفصح .

كما ذكر فى هذا الفصل عن الطرق المستعملة لاستنزاف الموارد المادية للطلبة الاثرياء والميسورين من خلال بيع ورود وهدايا فى يوم الفالنتين داخل اسوار المدرسة وتشجيع الطلبة والطالبات على تبادل الهدايا ، واقامة العلاقات تحت مصطلح بوي فرند وجيرلفرند ، و اتاح حرية الحركة و الاختلاط بين الطلبة و من هم بأعمارهم فى الرحلات الخارجية للدول الأجنبية التى تنظمها المدرسة بقصد اكساب الطلبة مهارات تعليمية افضل ، و لكن الكاتب صاحب التجربة يذكر أن المشرفين لايخضعون لأى رقابة من ادارة المدرسة فى مثل هذا النوع من الرحلات ، لهذا يحصل توطىء منهم مع الطلبة من الجنسين ، من خلال اتاح لهم الحركة والاختلاط والسهر فى الديسكوات دون رقابة .

تناول الكاتب نقطة هامة تتعلم بنوعية التعليم المقدم بتلك المدارس فهو لاينكر جودة العملية التعليمية المعتمدة على روح التفكير والبحث ، كما ساهمت فى تعرفه على كيفية توظيف قدراته واهتماماته وإمكانياته .

ويتطرق لمسألة هامة فى هذا النوع من التعليم ، وهى المتعلقة باللغة العربية ومدى الاهتمام بتدريسها بتلك المدارس ، بالاضافة الى دروس التربية الاسلامية ويذكر الكاتب أنه تخرج من الثانوية الأجنبية و لغته العربية سيئة ، ولهذا واجه صعوبات كبيرة فى الدراسة بالجامعة الكويتية إذ كانت المحاضرات باللغة العربية ، فلم يكد ينجح فى اول فصل إلا بصعوبة كبيرة بعد مابذل جهد جبار لتعويض النقص فى تعلم العربية فى سنوات ماقبل الجامعة .

الفصل الثاني يضم مجموعة مقالات الكاتب بين عامي 2005-2006   ، التى أحدثت صدى وضجة وقت نشرها مما لفت انتباه إدارة التعليم الخاص في وزارة التربية بدولة الكويت، فتفاعلا مع ماأثير فى حينها تم رفع الأمر إلى الوزير آنذاك الدكتور عادل الطبطبائي ، حيث أصدر قراراً بمنع الحفلات الراقصة الخاصة بطلاب المدارس الأجنبية .

الملفت للانتباه بالنسبة إلى هو حجم الاستغلال فى تلك المدارس من قبل الإدارات الإجنبية ، إذ يذكر الصالح عدد من المناسبات المرتبطة بالدول الأجنبية ولا علاقة للطلبة الكويتيين بها ، تتضمن دفع مبالغ مالية معينة للمشاركة فى تلك الحفلات المقامة لصالح مناسبات أجنبية .

يذكر الكاتب عبدالله الصالح فى مقدمة الكتاب الصغير الحجم ، أنه تردد كثيرا في توثيق تجربته تخوفا ً من ردات فعل المجتمع ، فهو يروى الكثير من الحكايات و المواقف والحوادث التى وقعت داخل أسوار المدرسة الأجنبية التى كان يدرس بها ، بعض تلك الحكايات فضائحية الى حد كبير ، كذلك السلوكيات و التصرفات للطلبة البعيدة عن تقاليد وعادات المجتمع الكويتى ، فالكاتب يتحدث عن شرب الخمور و الرقص الصاخب ، والتصرف بطرق خارجة عن حدود اللياقة والادب ، و كل هذه الأشياء التى تخوف من تناولها الكاتب فى أول الأمر أثارت الكثير من النقاشات فى برامج تلفزيونية تهتم بالقضايا الاجتماعية ، و فتحت باب الجدل حول التعليم الأجنبى بالكويت وقضايا التربية والتعليم .

استعمل الكاتب أسلوب ساخر فى بعض المقالات التى تتحول إلى مواعظ مملة ، مع تكرار فى الكثير من مواضع الكتاب تجعل القارىء يقفز السطور تفاديا لاطالة الغير مقبولة  ثقيل ومكرر ،ربما السن الصغيرة التى كتب فيها الصالح تلك السلسلة من المقالات تفسر الأسلوب الوعظى السطحى المتأثر بالمحاضرات والكتابات لدعاة الاسلاميين من جيل الشباب الذين بروز فى تلك السنوات .

 إضافة لاستخدام الكاتب لطريقة ترك نقاط بدل اكمال الحديث فى بعض الحكايات التى عايشها بالمدرسة بدعوى الستر على تلك الطالبات او الطلبة كان الأجدى عدم ذكر الحكاية او الحادثة من الأول ، أيضا ركاكة الأسلوب ، وكثرت الاخطاء اللغوية ، استخدام العامية فى بعض المقالات كانت فى غير محلها .

وضع الكاتب عبدالله الصالح فى آخر الكتاب مجموعة مراجع حول التعليم الأجنبى فى البلاد العربية ولكن دون أن تضفى على الكتاب أى قيمة ، ولا تعكس أى استفادة من تلك الكتب ، فكانت معظم المقالات سطحية فى الطرح والمعالجة للقضايا التربوية خاصة فى الفصل الثانى المتضمن لمقالاته فى الصحف والمواقع الكويتية .

لو اعيد تحرير الكتاب على يد محرر محترف ربما تحسن محتوى الكتاب واعطى للقضية المطروحة قيمة اكبر ، و ساعد فى ابراز فكرة وتجربة الكاتب التى حاول طرحها من خلال هذا الكتاب خدمة لهدف نبيل ،وهى تنبيه الأسر وأولياء الأمور على سلبيات هذا النوع من التعليم مع تشديده على ضرورة فرض نوع من الرقابة من وزارة التعليم بدولة الكويت تجنبا ً للمضار وللجوانب السلبية لتلك المدارس.

بالمجمل اضاف إلى الكتاب بعض المعلومات القليلة حول التعليم الأجنبى فى الكويت ودول الخليج ، كذلك عرفنى على وجود هذه الأجواء و التصرفات فى مجتمع محافظ ، ولا أنكر اندهاشى من كل ماذكره الكاتب صاحب التجربة .
 

هناك 3 تعليقات:

  1. رائعة مراجعتك للكتب، خاصة وإنها تعكس فهماً ووعياً.
    بالتالي أجد نفسي وكأني طالعت الكتاب

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا استاذ رامز على الكلمات المشجعة ،تحياتي

      حذف
  2. بعض هذه التجاوزات التي نقلتها عن الكتاب ليست حكرآ علي المدارس التابعه للسفارات الاجنبيه,انما هي موجوده في كثير من المدارس والجامعات الخاصه بالدوله العربيه التي يكون هدفها جني الاموال بالدرجه الاولي دون الاهتمام الي جودة العمليه التعليميه والتربويه,وللاسف اصبح الطالب في العالم العربي مخير بين تصلب النطام التعليمي في المدارس العامه او انفلات بعض المدارس الخاصه....

    ردحذف